بعد الاستقلال استمرّت الجريدة الإستعمارية "ليكودوران" في الصدور وفقا لبند في اتفاقية ايفيان تتعهد الجزائر بموجبه بعدم طرد أي فرنسي يرغب في البقاء ببلادنا شريطة أن تكون تصرفاته سليمة، لكن هذا الأمر اعْتُبِرَ غير طبيعي بالنسبة لصحيفة كانت لسان حال المعمّرين ولذا بدأت القيادة في التفكير في كيفية خلق منافس يدافع عن مقومات الدولة الوطنية واستقر الأمر على إنشاء جرائد وطنية تساعد الحكومة الفتية على شق طريقها بالاعتماد على الطاقات المحلية ومن هذا المنطلق اتُّخِذَ قرار باستحداث ثلاث مؤسسات إعلامية بالغرب والوسط والشرق واتفق أصحاب القـرار علــى استلهـام شعاراتـهـا من الثلاثي الرمز الذي يحدّد معالم الدولة الجزائـريـــة وهو:République, Démocratique, Populaire فتـمّ بوهـران إنشــاء "La République-El Djamhouria" بمــقـر الجريدة اليسارية "Oran-Républicain" التي توقفت عن الصدور بين أفريل وجوان 1962 بعدما أقدم الجيش السّري (O.A.S) على تفجير مكاتبها بـ 20 نهج سيباسطوبول (نهج الدكتور بن زرجب حاليا) بمحاذاة ثانوية الحياة. أما في وسـط البلاد فتمّ استحداث جريـدة "le peuple" مكان "Alger-Républicain" بينـمـا فـضـّـل إعلامـيـو شـرق البـلاد تسمية جريدتهم بـ "la victoire" وهي "النّصر" حاليا.


البحــث عن الصحافييـــــن:

وفي بداية سنة 1963 شرع الطاقم المكوّن من جميل بن ديمراد وسفير عبد القادر وعثمان عبد الحق في تهيئة الظــروف لتجسيد الفكرة على أرض الواقـــع مستغليـــن المكاتب الشاغـــرة وآلات الطباعة والسحــــب التي خلفــتهــا "Oran-Républicain". فيما كان المدير بن ديمراد منشغلا بالأمور التنظيمية مع الوصاية بالعاصمة تكفل عبد الحق عثمان بالجانب الإداري للمؤسسة مع إشرافه كذلك على القسمين المحلي والجهوي وخصّص سفير عبد القادر جلّ وقته لتوظيف الصحافيين والتقنيين، فكان يتنقّل يوميا إلى الثانويات المتواجدة بوهران آنذاك مثل ثانوية Stéphane Gsell (الحياة حاليا) وثانوية Ardaillon (ابن باديس حاليا) وثانوية Pascal (لطفي)، وكذا ثانوية Lamoricière (باستور) لجلب الطلبة للمساهمة في الكتابة بالفرنسية فكان يقدّم لهم دروسا في الصباح ويتكفل بالتحرير مساء. وبما أن الظروف في البداية لم تكن تسمح بالعمل بإرياحية تامّة فإن الصحفي كان مجبَرا على كتابة مقالاته ثم الذهاب إلى المنزل أو أي مكان، والعودة ثانية إلى الجريدة لتركيب صفحته ذلك أنّ الإخراج بمفهومه العصري لم يكن موجودا وهذا ما جعل صدور الجريدة يتأخّر يوميّا إلى غاية الخامسة أو السادسة صباحا. في ذات الوقت استغلّ السيد عثمان عبد الحق معرفته لشبان حيّ سيدي الهواري (مسقط رأسه) وجلب من هؤلاء من اشتغل لدى مطبعة "Fouques" التي كانت تعمل بساحة كليبر "Kléber Place" وهي معروفة بكفاءة مستخدميها على مستوى شمال افريقيا . ولحسن الصدف أنّ طاقم . "Oran –Républicain" ترك معدّات مثل آلة السحب (Rotative) في حالة جيدة ومكتب للإشهار في الطابق الأرضي، أما الطابق الأول فكان يحتضن قسمي التقني والتحرير، فيما خُصّص الطابق الثاني للقسم الرياضي والحفر الفتوغرافي (Photogravure) . ومن ضمن الأسماء التي التحقت بهذه الجريدة في البداية نذكر على سبيل المثال لا الحصر الصحافي شيباني باهي عمر نور الدين المدعو "خيب" والحاج الشيخ بوشان وعدة بن نهيبة (مصور) وسباغ نور الدين وبوكرش محمد (الرياضة ) وحميد شوشة والإخوة فريوي وبلكبير وعطّار بوشتة ورضوان حميميد (في قسم التصفيف) والصافي أحمد (سائق)، هؤلاء وآخرون عملوا جنبا لجنب مع عدة أوروبيين بقوا في الجزائر إضافة الى المدعو "حسّونة" وهو تونسي الجنسيّة كان على ما يبدو يتهيّأ لتعريب الجريدة لاحقا، ونظير مجهوداتهم كان الصحافيون يتلقّون راتبا في حدود 350 دينارا في الشهر. هذا الفريق بدأ يتوسع ويكبر باستقدام المراسلين الجدد وكانت كل النفقات والأجور مضمونة حيث تواصل السحب على بياض لمدة تقارب الشهرين لكسب المزيد من التجربة مع أنّ الجريدة كانت تعتمد أيضا في تزويدها بالأخبار على وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) ووكالة UPI (United Press International) ذلك أن وكالة الأنباء الجزائرية لم يكن لديها الشريط التلغرافي بعد . ووسط صعوبات جمّة وبعد ثمانية أشهر من الاستقلال تمكّن هؤلاء من إصدار أول عدد لجريدة " La République-El Djamhouria" . باللّغة الفرنسية يوم الجمعة 29 مارس 1963 الموافق لـ 4 ذو القعدة 1382 هـ وهذا تحدّ واضح للمستعمر الذي كان يراهن على عدم قدرة الجزائريين على إنشاء مؤسسات إعلامية وطنية . ويُعدّ هذا التاريخ منطلقا لميلاد أحد أعرق وسائل الإعلام الجزائرية إذ أنجز العدد الأول بفضل سواعد محلية بـ 20 نهج سيباسطوبول (نهج الدكتور بن زرجب ) وهو يتضمن 8 صفحات من الحجم الكبير أعدّتها مجموعة من المهنيين على رأسهم المدير السيد جميل بن ديمراد وأول رئيس التحرير السيد عبد القادر سفير .

حضــور نوعــي وغزيـــر:

الإعلان عن إصدار هذا العدد تمّ أثناء حفل رمزي أقيم بعد السادسة من مساء يوم 28 مارس 1963 بالمسرح البلدي تحت إشراف السيد محمد حاج حمو وزير الإعلام مصحوبا بعضوين من ديوانه والسيد دخلي بشير عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني بالعاصمة ممثلا للسيد محمد خيدر أمين عام المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني والسيد بلعباس والي وهران ومعاشو كردال منسق فيدرالية جبهة التحرير بوهران والسيد بوشعيب أحمد نائب ومندوب إعلامي لفيدرالية جبهة التحرير بوهران والسيد بن ديمراد مدير الجريدة . كما سُجِّل حضور السيد قاضي والي مستغانم والسيد بن عطية مندوب فيدرالية مستغانم، السيد بوزار مدير ديوان الوالي، السيد حمدان كاتب عام للولاية، السيد شرقي محي الدين رئيس محكمة وهران، السيد قديفي بن علي نائب رئيس المندوبية الخاصة لبلدية وهران الذي وضع قاعة المسرح مجانا لاستقبال الضيوف، السيد عباس قائد الناحية العسكرية الثانية وقائد الدرك الوطني إلى جانب السيد طيبي رئيس دائرة وهران، السيد جلولي رئيس دائرة باريقو (المحمدية حاليا) التي كانت تابعة لولاية وهران، السيد الهواري مندوب جهوي للإعلام بالحزب، السيد منير مدير التلفزة بوهران، السيد لخضر حمينة المخرج السينمائي من الجزائر الأحداث، وممثلين عن الديانـات منهـم السيـد مفتي وهران وصاحـب السّيـادة "مونسنيور" لاكاست والراهـب الكبيـر شيات.
وشارك في الحفل كذلك قنصل فرنسا وقنصل إسبانيا وقنصل ألمانيا الفيدرالية، وقنصل إيطاليا، ونائب قنصل اليونان وممثلون عن الجامعة الجزائرية والسيد حاكم مدير ثانوية قمبيطا، السيد جيراج أستاذ الفلسفة ومناضلو وممثلو القسمات والسيدان الطاهر وحسين من فيدرالية وهران، بن عربة محي الدين وبن عربة تاقي من الهلال الأحمر الجزائري. وممثلو الاتحاد العام للعمال الجزائريين، واتحاد النساء الجزائريات وكذا السيد سالا مندوب خاص وسي غوتي مندوب خاص، السيدان سفير عبد القادر ولوبرانو من طاقم التحرير، والسيد صادق حميدة عضو لجنة التسيير، وممثلو الصحافة الوهرانية والجزائرية والسيد بوعزيز مندوب خاص ووافدين آخرين جلّهم أصدقاء جاؤوا لتقديم تضامنهم وتعاطفهم مع هذا المولود الجديد.


وزيــر الإعـــلام يرحـّـب:

هذا الحضور الكثيف والنوعي استمع بإمعان إلى مداخلة وزير الإعلام السيد حاج حمو محمد الذي حدّد دور الصحافة في حياة الأمّة حيث قال أن صدور "لاريبوبليك- الجمهورية" يعتبر حدثا هاما لأنه يضيف يومية أخرى إلى الجرائد الوطنية. وذكر الوزير الذي تكلّم باسم الحكومة أنّ الصحيفة ستكون منبرا للتكوين وهذا أمر مهمّ ويساير الحياة في عمق بلادنا بحثا عمّا هو مفيد، وأبدى الوزير غبطته بكون التركيز سيكون على الإعلام الموضوعي، وهو ضمن مهام كلّ وسائل الإعلام المحترمة وليس "لاريبوبليك- الجمهورية" وحدها. بعده أخذ الكلمة السيد كردال معاشو أمين عام فيدرالية جبهة التحرير الوطني بوهران الذي ثمّن المجهودات الضخمة التي بذلها المشرفون على إنجاز الجريدة والمصاعب الجمّة التي تنتظرهم، وهذا – كما قال – "ما يرفع من شأنهم". وشكر مدير الجريدة على نشاطه وحسّه التنظيمي والإرادة التي تحذو طاقمه في رفع هذا التحدّي. وبدوره قدّم السيد بشير دخلي رسالة الأخ محمد خيدر التي أكد فيها أنّه على يقين بأن الجريدة ستكون مرآة لمعتقـدات وطموحات الشعـب الجزائري، وأبرز الدور المهمّ الذي يتعيـّن على الإعـلام الوطنــي لعبـه، وختـم رسالتـه بالتعبيــر بحــرارة عن أمنيـتـه بالنـجـاح لـ "لاريبوبليك - الجمهورية".

إثر ذلك تنقّل الوفد إلى مقر الجريدة أين عاين وزير الإعلام محمد حاج حمّو مراحل إنجاز الصحيفة وسط ضجيج الطابعات وآلات اللّينو، وطاولات التركيب (Marbre) وعملية تذويب الرصاص، وتناثر صفائح الزنك... المبعوث الحكومي وقف على مهرجان من التقنيات، واستمع إلى شروحــات المدير حول مراحل إنجاز الجريدة من التلكس إلى ترتيــب وطــيّ الأعـــداد تمهيدا لبيعها في الأكشــــاك بـ 0,25 فرنك (5 دورو).

بن بلة، وخيـدر وبن علاّ يكتبـون:

وبطبيعة الحال لم تمرّ هذه المناسبة التاريخية مرور الكرام على المهتمين بهذا الشأن آنذاك، إذ كتب السيد أحمد بن بلة رئيس مجلس الوزراء ونائب عن منطقة وهران في الصفحــة الأولــى من هذا العدد مقـالا تحت عنـوان :"حدث مهمّ" قال فيه أن صــدور « La République- El Djamhouria» بوهران مهمّ جدّا. لأنها أول جهاز رسمي للحزب "بهذه المنطقة العزيزة عليّ"، ولا أنسى أنّني نائب عن الولاية، وأضاف إن منطقتنا تدعّمت بوسيلة اتصال مع الجماهير تسمح بتجنيدها لصالح الخيارات السياسية للثورة، وفي الأخير قدّم السيد بن بلّة تحياته الأخوية إلى كل المناضلين وسكان المنطقة، وتمنّى عمرا مديدا للصحيفة. وبدوره حيّا محمد خيدر الأمين العام للمكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني في عمود بالصفحة الأولى ميلاد "لاريبوبليك"، وأكد أنّه بعد صدور جريدة الشعب أول يومية إخبارية وطنية للجزائر المستقلة، يواصل حزب جبهة التحرير الوطني مهمّته ويقدّم لكم اليوم "لاريبوبليك – الجمهورية" التي يدخل إصدارها في إطار استحداث صحافة تليق بالمرحلة التي تعيشها الجزائر. ومن جهته اغتنم الحاج بن علاّ (عضو المكتب السياسي ومراقب عام لحزب جبهة التحرير الوطني) الفرصة لنشر مقال تحت عنوان: "تحيا لاريبوبليك – الجمهورية" شرح فيه أن إنشاء جريدة بمساعدة الحزب مهمّة سهلة نسبيا، أما المساهمة في حياة جريدة فتلك مهمة صعبة إذا أردنا مجابهة التحديات المتنوعة الناتجة عن الأوضاع والمسؤوليات الجسام التي تفرض نفسها. وأوضح السيد بن علاّ أن الجرأة لمّا تتوحّد مع الجديّة والكفاءة والصدق في إطار إرادة نضالية جماعية، فهي تسمح بتحقيق الأهداف الطموحة، لأنه – كما ذكر – يتعيّن عليكم الدفاع عن الحقيقة، محاربة المضاربة، والظلم بكافة أشكاله والمساهمة في إرساء قواعد إعلام قوي وتكوين سياسي للجماهير، وشرح لهم مساعي وجهود الحزب، والحكومة والمجلس والمنظمات الوطنية في تشييد الوطن. ومن جانبه دوّن السيد بن ديمراد أول مدير للجريدة اسمه في هذا العدد الأول بافتتاحية متميزة عنوانها : "في طليعة المعركة" أكد فيها أن "لاريبوبليك – الجمهورية" ستفضح كل التجاوزات وكلّ الإختلاسات وستحارب كلّ الذين يلهثون وراء الكسب غير الشرعي والمهرّبين، وأثنى صاحب الإفتتاحية على الذين ساهموا في بعث الجريدة التي ستكون فضاءا إعلاميا للكلّ وفي خدمة الشعب والبلاد بهذه المنطقة الجميلة من الغرب".

أخبـــار متنوعـــة وخدمـــات:

وبغضّ النظر عن المساحة الكبيرة المخصصة لميلاد الجريدة، فإن العدد الأول يحتوي على أخبار متنوعة أبرزها مقال حول الأمير عبد القادر بعنوان: "كان روح وقلب ثورتنا" لصاحبه مصطفى اسطنبولي (كاتب دولة في الحكومة المؤقتة). وفي الصفحات الداخلية نجد أخبارا عن نشاطات المسؤولين في الحزب والدولة وأخرى موجزة عن العالم والعالم الإسلامي خاصة. وفي الخبر المحلي أوردت "لاريبوبليك" أهم حدث ويتعلق الأمر بتحويل أحد أجمل محلاّت شارع العربي بن مهيدي، الذي احتضن ورشات الخياطة "ألونزو" إلى أول مركز إعلامي للجيش الوطني الشعبي على مستوى الوطن.
هذا المركز ينحصر دوره - حسب مسؤوله السيد رحال - في إظهار الوجه الحقيقي للجيش، ومنشأه ودوره وتطوّره وأهدافه، ومسار ثورة التحرير. إلى جانب ذلك يتكفل المركز بتقديم المعلومات للشّباب الراغب في الإنخراط في الجيش، والتدريب في المـدارس التقنية بالخارج، والتكويــن المهني، وملـفّات المنح ومساعدة أرامل الشهداء. ونقرأ أيضا أخبارا متفرقة من بلعباس وتيارت وتلمسان وبشار وباريقو ومسرغين ومستغانم. الرياضة أخذت نصيبا مهمّا بتخصيص صفحتين لمختلف النشاطات خاصة المقابلات الكروية المبرمجة لفرق مثل اتحاد وهران ومولودية وهران، الجمعية وترجي مستغانم وفريق البلانتور. ولرواد قاعات السينما تقدّم الجريدة كافة الأفلام التي يتمّ عرضها بالدور المتواجدة بوهران مثل: موقار وإيديال والكلوب ولامبير وصوفيا والريجان وبالزاك وميرامار وكوليزي وإسكوريال وبيقال وأولمبيا واللّنكس وسنتوري، ولم تغفل الجريدة عشّاق الحظ إذ نقلت لهم قراءة في الأبراج (Horoscope) ليوم الجمعة 29 مارس 1963، إلى جانب جدول التسعيرة اليومية (Mercuriale) للخضر والفواكه بأسواق الجملة مع توضيح الوزن والمصدر. واحتوى هذا العدد أيضا على مجموعة من الإعلانات المتنوعة منها عروض للبيع والشراء وفرص التوظيف وعروض أخرى للخدمات والسلع، وهي المساحات التي تعتبر جيّدة نسبيا خاصة في تلك البداية.
أما ما يلفت للإنتباه فهو نقل أسماء المواليد والوفيات وحتى الأزواج الجدد، وهي العادة التي اندثرت تقريبا في وقتنا الحالي. ونشير أيضا إلى الرسالة التي وجهتها الجريدة للمتعاونين معها تدعوهم فيها إلى النشاط وبعث المقالات والصور بشكل دوري. وطالبتهم بالتقرّب من الجمعيات الثقافية والفنية والإدارات والمصالح العمومية مثل المياه والغابات والري والغاز والمنشآت القاعدية والمراكز الإستشفائية وزيارة المصانع والورشات ونقل الوقائع الرياضيّة بكلّ مصداقيّة. وفي زاوية تمنّت الجريدة لمراسليها حظّا سعيدا في مدّها بكافة الأخبار المفيدة وبشكل يومي.


تأميــم ليكـــو دوران:

وقد سارت الأمور بشـكــل عــادي إلى غايــة 18 سبتمبر 1963، إذ وتطبيقـــا للمـبـادئ الأســـاسيــة للدولة الجــزائــرية تــم هــذا اليـــوم الإعـلان الـرســمــي عــن تــأمـــيــــم ثــــلاث جـــرائـــد نـاطـقـــة بالــفـرنــســـيـــة وهـــي "L’Echo d’Oran" و"La Dépêche d’Algérie" و"La Dépêche de Constantine". هذا القرار أعلنه السيد الحاج بن علا عضو المكتب السياسي مكلّــف بالحــزب والمنظمــات الوطنيــة الذي بــرّر هذه الخطوة بعدم ملاءمة تواجد صحافة وطنية مولودة حديثــا الى جانب صحافة لا يمكن محو ذكريات نشاطها المعادي للوطن إبان الإحتلال الفرنسي وخاصة أثناء ثورة التحرير الكبرى. الحاج بن علا الذي كان محاطا بالرئيس أحمد بن بلة والسادة علي محساس والشريف بلقاسم وقائد أحمد قرأ القرار أمام الصحافة الوطنية. وفي مقر جريدة "لاريبوبليك - الجمهورية" استقبـل العمال من جزائريين وبعض الأوروبييـن هذا الحـدث بحفـاوة وابتهـاج كونــه يتماشــى والتوجّـه الإشتراكي المنتهج في ذلك الوقت . وقد بوشرت إجراءات التأميم ما بين السابعة والنصف والعاشرة ليلا وانتهت بتشميع جميع الأختام والأبواب وهذا تحت أنظار مدير "ليكودوران". وفي الصفحة الثالثة من العدد رقم 151 الصادر في ذات اليـوم 18 سبتمبـر 1963 الموافق لـ 28 ربيع الثاني 1383 كتبت "لاريبوبليك - الجمهورية" تعليقا تحت عنوان "ليكو انتهى" جاء فيه أنه بالنسبة للجزائريين كان على "ليكو دوران" أن تصمت لأن صوتها إستعماري يصدر يوميا ليذكّر بماض بشع، واعتبر كاتب المقال خطوة التأميم استجابة مشروعة للطموحات العميقة للمواطن البسيط وهذا هو مربط المعجزة .

وعادت الجريدة في اليوم الموالي للموضوع في صفحتها الرابعة حيث نقلت أن المواطنين بغرب البلاد استقبلوا نبأ تأميم "ليكو دوران" بفرحة عارمة ونقرأ في التعليق أن سكان وهران الذين توجّهوا صباحا إلى الأكشاك لم يعثروا على "ليكو دوران" وبعد تصفح "لاريبوبليك – الجمهورية" وجدوا الإجابة التي كانو يترقبونها. كما أوردت الجريدة في عددها الصادر يوم 20 سبتمبر 1963 أنّ كلّ الجرائد الفرنسية احتجت على هذا القرار إلاّ Libération لم تعتبر إجراء التأميم لا ضدّ حرية التعبير ولا مساسا ببنود اتفاقية إيفيان، بل على العكس تعجبت "ليبيراسيون" من كون الجرائد الفرنسية بقيت تصدر بالجزائر حتى بعد الاستقلال ؟؟؟ وفي تذكير مهم تؤكد "لاريبوبليك" أنّ كلّ عمالها منضوون تحت نقابة معتمدة ويؤدون واجباتهم الصعبة بانضباط ومهنية وقد بذلوا مجهودات مضنية طيلة عدة أسابيع. ولتحفيزهم خصصت الإدارة منحة تشجيعية قيمتها 5 دنانير يوميا لدفعهم إلى إنهاء اصدار الجريدة في حدود الواحدة صباحا بدل الخامسة أو السادسة.


خمسة أيام بعد اصدار قرار التأميم أي يوم 23 سبتمبر 1963 تلقّى طاقم الجريدة أمرا بالإنتقال إلى المقر الذي تركته "ليكودوران" بـ 6 شارع نزل المدينة (بن سنوسي حميدة) واحتلاله وهو ما فعله جلّ المستخدمين وعلى رأسهم سفير عبد القادر حيث نقل كل عامل لوازمه وأغراضه الشخصية والمهنية إلى المكاتب الجديدة والطوابـق المختلفــة، وهنـاك تـواصـل العمـل بنفــس الوتيـرة لإنجــاز الـعــدد 155 مـــن "La République- El Djamhouria" في ظروف مريحة، وقد غمرت الطاقم فرحة لا توصف وأحس الجميع بنشوة الإنتصار في هذا الفضاء الذي كان بالأمس معقلا لجريدة المعمّرين طيلة 119 سنة وفي الشهر الموالي أي في نوفمبر 1963 تم تحويل المدير السيد جميل بن ديمراد الى العاصمة على رأس إدارة جريدة « Le peuple » التي كان مقرها بساحة موريس أودان وخلفه على رأس جريدة "La République- El Djamhouria" السيد عثمان عبد الحق الذي عرف بحبّه للإنضباط وتقديره للكفاءات ودفاعه بشراسة عن مدينته وهران. ولذلك ترشّح للإنتخابات وأصبح عضــوا منتخبا بذات البلدية لعهدتين تمامـا مثلما فعـل آخـر مدير لـ "ليكودوران" Pierre Laffont الذي كان نائبا في سنة 1958 . ومكّنت هذه الفترة التي تميّزت بالتفاني في العمل والصرامة من تحقيق تقدّم نوعي تمثل في إصدار عدد يوم 31 اكتوبر 1964 بإخراج متطوّر وتوزيع متنوع للصفحات والأخبار. وبهذه الصيغة الجديدة أرادت الجريدة إكتساب شخصية كبيرة ملائمة لتلك المرحلة حتّمت تغيير الشكل والمضمون للإنتقال إلى عهد دعم السيادة الوطنية والمساهمة في بناء الوطن بإعلام قوي ومتكامل، وهو ما رفع السّحب إلى حوالي 70 ألف نسخة يوميّا.

تحـــــوّل جــــذري:

ومن المحطّات البارزة التي سجلتها الجريدة إصدارها لأول مرة بالألوان في صفحتيها الأولى والأخيرة للعدد المنشور يوم 19 جوان 1970 وتمّ ذلك بالإستعانة بمطبعة الجيش الوطني الشعبي بالعاصمة، ثم نقلت الصفحتان إلى مقرّ الجريدة وأضيفتا يدويّا (Encartage) إلى الصفحات الأخرى العادية لتشكل العدد كاملا. وانطلاقا من هذا التاريخ عادت الجريدة إلى الحجم الكبير وكتبت شعارها بالأزرق إيذانا بالدخول في مرحلة متميزة خاصة بعد تولّي السيد رزوق بشير (رئيس تحرير سابق) إدارة المؤسسة في نهاية 1970. إذ استحدث قسما للإخراج وتكفّل مختصون من البرازيل وكوبا وشيلي بوضع تصاميم حديثة ونقل التجربة الإعلامية من بلدان أمريكا اللاّتينية إلى الجزائر، وتكوين مخرجين بالجريدة وتمكنوا بذلك من تطوير الشكل بإدخال قواعد مرنة منها تغيير البنط في كتابة العناوين الرئيسية، وإضافة عناوين فرعية واختيار الصورة الملائمة وتوسيع حجمها وتهوية الصفحات بتوزيع جيّد للأخبار والتحكّم في مساحات البياض. وهي العوامل التي أعطت دفعا قويا للجريدة وأكسبتها المرتبة الأولى وطنيا في مجال الإخراج . وبما أن هذه الفترات كانت مليئة بالتحوّلات الوطنية الكبرى الناجمة عن القرارات السيادية الإستراتيجية مثل إقرار الخدمة الوطنية وإصدار قانون الثورة الزراعية وإنجاز المشاريع الكبرى مثل السّد الأخضر والمركبات الصناعية الضّخمة... فإن الجريدة وجدت هذا الفضاء خصبا لمصاحبة هذه النهضة بإنجاز مقالات وربورتاجات وتحقيقات واستطلاعات ممّا انعكس إيجابا على رواج الصحيفة فكانت هذه الفترة فعلا من أفضل المراحل التي مرت بها "لاريبوبليك" حتى تربّعت على عرش الصحف الوطنية وحققت مداخيل هامة من المبيعات وخدمات السحب وعائدات الإشهار مما جعل السيد الصديق بن يحيى (وزير الثقافة والإعلام آنذاك) يشيد بها ويتقرّب منها للإستجابة لكل انشغالات وطموحات العمال . وفي نهاية مارس 1974 عُيِّنَ السيد السايح الهواري مديرا جديدا للمؤسسة وذلك في مهمّة خاصّة للإستفادة من خبرته في تنظيم الشؤون الإدارية باعتباره إطارا ساميا بوزارة الثقافة والإعلام وشغل بها منصب الأمين العام لعدة سنوات . وفعلا تمّ في مدّة وجيزة نسبيا إصلاح وترقية العمل الإداري بما يتلاءم وطبيعة المؤسسة والمصاعب التي واجهتها بلادنا آنذاك في الشأن الداخلي. أما على الجبهة الخارجية فاتّخذت الجزائر مواقف مساندة لحركات التحرّر في العالم وبالأخصّ بإفريقيا وهي المواقف التي تبنّتها "لاريبوبليك - الجمهورية" وعملت على نشرها بالمقال والصورة فكان أن كسبت بلادنا ودّ واحترام دول العالم الثالث .

التعريـب تحــدّ آخــر:

وعند انتهاء مُهمّته استُبْدِلَ السيد السايح الهواري بالسيد محمد الشريف زروالة الذي كُلِّف بتهيئة الظروف المناسبة لتعريب الجريدة في سياق حملة استكمال بسط السيادة الوطنية على كافة القطاعات وبما أنّ الوضع كان جدّ معقّد لوجود طاقم مفرنس مائة بالمائة تم تسريح أزيد من 20 صحفيّا والإحتفاظ بعدد آخر ممن كان قادرا على التكيّف مع اللّغة العربية وفعلا شُرِع يوم الإثنين 5 يناير 1976 في تعريب العدد 3853 بداية من الصفحة الأخيرة. وقد كتب السيد طالب الإبراهيمي وزير الثقافة والإعلام عمودا بعنوان : "خطوة الجمهورية مع مطلع العام الجديد" اعتبر هذا الحدث استرجاعا للمقومات الوطنية وتصفية جميع رواسب الاستعمار التي أريد بها طمس معالم الشخصيّة العربيّة الاسلامية. وأضاف الدكتور طالب: "...وهكذا وبعد أربع سنوات من تعريب "النصر" الصادرة بقسنطينة يأتي دور "الجمهورية" كمرحلـة تندرج ضمن السياسة التي رسمتها القيادة لتعريب القطاع إذ لا يمكـن التـحـدّث عن تحقيــق أهدافنـا إذا بقـي قطاعنـا ينـطـق بلغـة أخـرى غيـر العربية...". ومع شروق شمس صبيحة أول يوم من 1977 طلعت الجريدة على قرّائها في ثوب جديد مختتمة آخر صفحاتها وفاتحة عهدا جديدا في مسيرتها. وتوازيا مع التعريب تمّ إرسال بعثة إلى جريدة الشعب لإجراء تربّص على الإخراج بالعربية وهي التي سبق لها وأن أرسلت عدة تقنيين إلى مصر ومكثوا هناك 6 أشهر لتعلّم فنون الإخراج لكنّ هؤلاء فوجئوا بكون مخرجينا كانوا أكفأ منهم وأفضل تجربة اكتسبوها من خبراء أمريكا اللاّتينية الذين كوّنوهم بـ "لاريبوبليك" في 1971. وبغية تحقيق التداول على مناصب المسؤولية عُيِّنَ السيد السقاي عبد الحميد في يناير 1977 سادس مدير لجريدة الجمهورية فأكمل المسيرة بكلّ تفانٍ طيلة سنتين كاملتين خصّصهما لتحصين العمل الصحفــي بلغــة الضـّاد ومواصلــة دعــم استقـــرار هذا الصّــرح الإعلامــي.


إنتعـاش الكتابـة الصحفيّــة:

وهي المهمّة التي استمر عليها السيد عيسى عجينة المُنَصَّبُ على رأس الجريدة في ديسمبر 1978 والذي ساهم في تفتح الجريدة على الجامعة بالإستنجاد بالكفاءات والعناصر التي لها تكوين عال فاستحدث عدة منابر شدّت القارئ مثل النادي الأدبي والتحاليل والتحقيقات.
فأضحت الجريدة مقصدا للجامعيين للمساهمة بمقالات مشهود لها بالنوعيّة الرفيعة والمستوى المتميز وكانت الفترة غنية وثرية بالقراءة الممتعة . وفي بداية 1983 ونظرا لِقِدم آلة السحب التي كانت مستعملة في 20 شارع الدكتور بن زرجب من تركة جريدة "Oran-Républicain" تم تركيب آلة سحب جديدة بالمنطقة الصناعية بالسانيا وهي من نوع "آريس" ومتطورة تعمل بتقنية "الأوف- سات" (Offset) دخلت حيّز التشغيل لسحب عدد يوم 20 أوت 1983 وبذلك كسبت "الجمهورية" آلة جديدة جنّبتها متاهات الأعطاب وتحصّلت بفضلها على صحيفة نظيفة شكلا ومضمونا . هذا النجاح التقني جعل المدير الجديد السيد محمد زهاني الذي عُيِّنَ مكان السيد عيسى عجينة في مارس 1986 يفكّر في دعم الجريدة بأقلام شابة فلجأ ما بين صائفة وأكتوبر 1986 إلى تنظيم مسابقة لتوظيف الصحافيين فكان له ما أراد إذ أفرزت المسابقة عدة أسماء قدّمت الإضافة المرجوة.


ودفعت بالجريدة إلى التربّع على عرش الصحافة الوطنية وتدعّمت هذه المكانة خاصة بعد قدوم المدير الجديد السيد حبيب راشدين في ديسمبر 1986 الذي أعطاها دفعا قويا فتخلّت في جويلية 1987 نهائيا عن العمل بآلة اللّينو وودعت عهد الرصاص لتدخل زمن الكمبيوتر والإعلام الآلي وذلك باستعمال تقنيـة الحفر الفوتوغرافي (Photogravure).

تزامن هذا مع إرسال 16 تقنيًّا على دفعتين إلى مدينة شلتنهام الإنجليزية (280 كلم عن لندن) للتكوين لمدة 3 أسابيع لدى شركة "ليزتيب" المُصَنّعَة للكمبيوتر كما استفاد عدة عمال من دورات تربّصية على أفواج بجريدة النصر التي كانت سبّاقة لاقتناء هذه التجهيزات فيما شكلت بعثة أخرى للتعلّم على تركيب الصفحات على الطاولات الضوئية بجريدة المجاهد . هذه الحداثة زادت الأمور رُقيًّا فتم استحداث أركان ثابتة تهمّ القارىء تماشيا مع التغييرات التي فرضت نفسها بعد أحداث أكتوبر 1988 مثل : الرأي والرأي الآخر والتحاليل السياسية والمقالات الساخرة المرفوقة بالرسوم الكاريكاتوريــة والنـادي الأدبـي والآراء الحــرّة. وقد وصل سحب الجريدة في تلك الفترة إلى ما يزيد عن 80 ألف نسخة يوميا وباعها الصحافيون بالمناداة في نادي الصنوبر أثناء انعقاد المؤتمر السادس لحزب جبهة التحرير الوطني واقتناها مسؤولو الحزب مثل الشريف مساعدية وعبد الحميد مهدي مباشرة من أيدي بعثة الجمهورية آنذاك الى نادي الصنوبر بالعاصمة.



تحـــوّلات صعـبـــة:

وفي نهاية ديسمبر من سنة 1988 تم استبدال السيد حبيب راشدين بالسيد كعوش محمد وابتداء من سنة 1989 شهدت الجزائر تحولات جذريّة بضمان حرية التعبير والتعددية السياسية وإصدار قوانين غاية في الأهميّة فواكبت جريدة "الجمهورية" هذا التغيير بالمتابعة الميدانية والتحقيقات والحوارات والتحاليل فضلا عن نقل الأخبار اليوميّة. وفي 1990 جاءت مرحلة الإستقلالية إذ تمّ بموجبها فصل المطبعة عن العنوان إلا أنّ هذا القرار كان له أثر سلبي بحرمانها من مداخيل ماليّة مُعْتبرة كانت تحقّقها المطبعة. وحتى هذا الفصل لم يتمّ تعويضه فواجهت المؤسسة صعوبات في التسيير والتوزيع، وتراكمت عليها الديون حتى أضحت غير قادرة على ضمان أجور الـ 147 عاملا كما اسْتُهْدِفَت أثناء العشرية السوداء ورُزِئَت في عدد من أبنائها مثل: بختي بن عودة وزعيتر جمال الدين وعلي بوكرباش وفران محمد... كما انفجرت قنبلة موقوتة داخل المؤسسة ولحسن الحظّ لم تخلّف ضحايا.. كـل هـذا التّراكـم أدّى بمجمّـع الاتصـال إلى الحــلّ المُسْبــق لـ "الجمهورية" في فبـرايـر 1997.

لكنّ مجموعة من أعيان المدينة وصحافييها سعوا لدى السلطات الوصيّة لإعادة نشر الجريدة وهو ما حصل، إذ تمّ في 14 مارس بعث الصحيفة من جديد وصدر أول عدد في 22 مارس 1997 بطاقم محدود بـ 35 عاملا و100 مليون سنتيم رأسمال وتغيّر طابعها القانوني إلى مؤسسة موحّدة الشّخصية ذات المسؤولية المحدودة، ثم تحوّلت في 01 يناير 2012 مؤسسة ذات أسهم. هذه المؤسسة الجديدة ترأسها السيد بن عامر بوخالفة الذي ساهم في تحسين شكلها ومحتواها باعتباره إبن "الجمهورية" ومخرِج بارع بها. بعده جاء السيد مختار سعيدي في نوفمبر 2012 ليعطي لـ "الجمهورية" طابعها المُسْتَقْطِبْ لاهتمامات القرّاء من أجل تفادي الروتين بإدراج صفحات خاصّة مثل "جسور"، " الرأي الحرّ" و"الحار" وملحق الخميس وتنظيم الندوات... أما في نوفمبر 2013، فتولّى إدارة "الجمهورية" السيد بوزيان بن عاشور الذي سعى منذ تنصيبه إلى توظيف خبرته الصحفيّة الواسعة في ترقية العمل الصحفي وتنويعه وربط المؤسسة بمحيطها الطبيعي وهو ما تُرْجِمَ بالتَفتّح على كافة الفعاليّات والشّخصيات لضمان رواج الخدمة العمومية في كل مكان. وإضافة إلى الأرشيف الثريّ الذي تحتفظ به الجريدة من وثائق وصور ومستندات، هناك آلة سحب من نوع "مارينوني" (Marinoni) مصنوعة في 1903، متواجدة إلى حدّ اليوم في الطابق الأرضي الثاني، وهي شاهدة منذ تشغيلها في 1908 على العقبات الزمنية المختلفة التي عاشتها الصحافة في بلادنا منذ إنشاء أول جريدة كولونيالية وهي "ليكودوران" في 12 أكتوبر 1844 والتي ـ كما سبق ذكره ـ تم تأميمها في 18 سبتمبر 1963.