اغتنموا فرص الغفران في رمضان

اغتنموا فرص الغفران في رمضان
القول الفصل
أيّها المسلمون: من رحمة الله سبحانه بأمّة النبي صلى الله عليه وسلّم أنه جعل لهم شهر رمضان موسما لمغفرة الذّنوب فقد منحنا ربّنا جلّ ثناؤه عدّة فرص من أجل اغتنماها لمحو ذنوبنا التي لا أحد منّـا يسلم من الوقوع فيها، فما هي هذه الفرص يا تُرى؟؟ الفرصة الأولى: صيام رمضان إيمانا واحتسابا. فمن صام هذا الشهر إيماناً بالله، وامتثالاً لأمره، واحتساباً للأجر والثواب من عند الله تعالى، صابرا على الجوع والعطش صائما بجميع جوارحه فقد غفرت ذنوبُه وخطاياه، يقول عليه الصّلاة والسّلام: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه. الفرصة الثانية: قيام رمضان إيمانا واحتسابا. ماذا لو فاتتك أخي الصّائم الفرصة الأولى فلم تصم كلّ رمضان حقّ الصيام أو وقع منك خللا في بعض صيامكـ، فضيّعت فرصة مغفرة ذنوبك، فإنّ رمضان فيه فرصة ثانية لمغفرة آثامك ومحو سيّئاتك، إنّها فرصة القيام، قال النبيّ صلى عليه وسلّم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدّم من ذنبه) متفق عليه. فاحرص أخي المسلم على حضور صلاة التراويح في المسجد وتحمّل مشقّة القيام صابرا محتسبا مُوقِنا بما أعدّه مولاك لك يوم القيام من مغفرة الذّنوب وأجر القيام وتلاوة القرآن في الصّلاة، ولا بأس من أن يصلّي المسلم أو المسلمة صلاة القيام في البيت منفردا أو جماعة مع أفراد العائلة، خصوصا إذا كان بقصد تعليم الأبناء وتربيتهم على الصّلاة. الفرصة الثالثة: قيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا. إن لم تتمكّن أخي الصّائم من قيام كلّ ليالي رمضان تهاونا وتكاسلا، فإنّه ما زال أمامك فرصة ذهبيّة تختصر لك الطّريق لمغفرة الذّنوب والخطايا، ففي الحديث الشّريف: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه، فهي ليلة عظيمة القدر كثيرة الخير أخفاها الله سبحانه في العشر الأواخر من رمضان فينبغي لنا الاجتهاد في قيامها حتى نحوز على فضلها وبركتها. الفرصة الرّابعة: الدّعاء لو عسر على أحد منّا اغتنام الفرص السّابقة الذّكر فلا أخال أحدا يعجز أن يدعوَ ربّه كلّ يوم ليغفرَ ذنبَه ويسترَ عَيْبَه، فالصّائم دعوته مستجابة قال رسول الله صلى عليه وسلّم: "ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ والإمامُ العادلُ ودعوةُ المظلومِ يرفعُها اللهُ فوق الغمامِ وتُفتَّحُ لها أبوابَ السَّماءِ ويقولُ الرَّبُّ وعزَّتي لأنصُرنَّك ولو بعد حينٍ" أخرجه التّرمذي وابن ماجه. وقد كان ابنُ عمر -رضي الله عنهما- يقول عند فطره: (اللهم يا واسع المغفرة اغفر لي). فلمّا كثرت أسباب المغفرة في رمضان كان الذي تفوته المغفرة فيه محرومًا غاية الحرمان. ولذلك قال النّبي صلى عليه وسلّم في الحديث الشّريف: "... ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ علَيهِ رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ لَهُ" رواه التّرمذي. جعلني الله وإيّاكم ممن اغتنم كلّ هذه الفرص والعطايا الرّبانية حتى تُغفَرَ جميع ذنوبنا.

يرجى كتابة : تعليقك