الحمد لله بكرة وعشيا، يغدو بها القلب المحب رضيا، الحمد لله في الصباح إذا سرى ، منه الضياء إلى القلوب نديا ، الحمد لله الذي أكرمنا برمضان لينيلنا فيه المغفرة والرحمة والرضوان ، وها نحن نوشك على الختام ، ومن عظيم رحمة الله تعالى بعباده أن جعل لهذه الأمة عيدا سعيدا عن أنس بن مالك قال :" قدم النبي صلى الله عليه وسلم ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية فقال قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم النحر الأضحي ويوم الفطر" (رواه أحمد وأبو داود) فالعيدان الفطر والأضحى يقعان بعد ركنين عظيمين من أركان الإسلام وهما الحج والصيام
جاء العيد ليصدح فجره ويتضح ، ويطلع نهاره وينبلج ، ويشرق يومه فيبتهج ، ويظهر سروره وفرحه ، جاء العيد ليحل بروعته ، ويتجلى بجلاله ، ويتلألأ ببروقه وشروقه ، جاء العيد ليعلن الأفراح والمناسبات، واللقاءات والزيارات ، جاء العيد ليعلن الانتصارات والمنجزات ، جاء العيد ليكافئ أهله بالمنح والعطايا، والنضح بالجوائزوإكرام الفائز ، جاء العيد ليقرب البعيد ، ويأتي بالجديد السعيد، جاء العيد ليعلن تهلل الوجوه فرحا واشراقا ،وتلألأها واستهلالها ، واستنارتها واستبشارها، جاء العيد ليعلن الأفراح ويشهرها ، ويذهب الأحزان ويبددها ؛ والفرح بالعيد سنة المسلمين ، جاء العيد ليروح الأبدان، ويدخل السرور على الأقارب والجيران، جاء العيد ليعلن الفرح والتوسعة على الأهل والعيال ، والجود بالبسط والبسمة والمنح بالعطاء ، والنفع بالمال والنضح والعطف والحنو على الفقراء والمساكين واليتامى والمحرومين والشفقه على الأرامل والمقطوعين والضعفاء والمكروبين "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال ادإدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو كسوت عورته أو قضيت له حاجة "(رواه الطبراني)
جاء العيد لبر الوالدين وإكرامهم وإفراحهم ، جاء العيد لتطهير القلوب من الحقد والشحناء ،وغسلها من الكراهية والبغضاء ، جاء العيد ليفرح كل كئيب ، ويواسي كل مهموم ،ويسلي كل مكلوم ،جاء العيد ليعالج القلوب الكسيرة ، ويداوي النفوس الحسيرة ، ويعيد البسمه لمن فقدها ، والفرحة لمن أضاعها ، جاء العيد ليعلن صفاء القلوب ، وسلامة الصدور، فيصفح عمن زل وأخطاء، ويعفى عمن ظلم وتعدى ، جاء العيد ليؤلف بين القلوب المتهاجرة ، والنفوس المتناحرة، والأيادي المتشاجرة ، جاء العيد ليعلن للناس السلام والتآلف ، والاجتماع والتكاتف ، والتصافي والتآخي، والمحبة والمودة ، ولا عيد لمن لبس ثياب الأعياد على أدران الاحقاد ، جاء العيد لتحيوا فيه سننا وآدابا ، من التجمل والتزين، ولبس أحسن الثياب والتطيب ، والأكل قبل الخروج في الفطر ، إلى الصلاة، وإحياء سنة الغسل والمشي ، وحضور صلاة العيد وخطبتيه ، ومخالفة الطريق ذهابا وإيابا ، وإحياء سنة التكبير من مغرب ليلة العيد إلى صبيحته وحتى حضور صلاته، والتهنئة بالعيد التي تمد جسور المحبة وتثبت أواصر الأخوة ، جاء العيد ليفرح المسلمون بعد طاعة ، وجهد وجهاد ، وصلوات وصدقات، وبر وإحسان ، وقيام وقرآن ،وليجددوا عهدهم بربهم باستقامتهم على أمره، وعدم تضيع أوامره ، وارتكاب مناهيه ، وهجرهم للقرآن ، وتضييعهم لآكد أركان الإيمان ؛ الصلاة، جاء العيد ليعلن المواساة والتكافل، والاجتماع والائتلاف ، والوحدة والتضامن، جاء العيد ليحارب كل المظاهر السيئة بأشكالها كالإسراف والتبذير ؛ الذي هو مظهر محزن يكدر جلال العيد وبهاءه وجماله
فاستقبلوا العيد فرحا ومحبة ، وسلاما وودا ، وعفوا وصفحا وتدبيرا رشيدا ،حتى يطيب بينكم نميره ، ويفوح عبيره ،عيدكم مبارك وسعيد وكل عام وأنتم بخير وأعاده الله علينا وعليكم أعواما عديدة وأزمنة مديدة ونحن في صحة وحياة حميدة .