المسكن التقليدي المتنقل المفضل ..لدى سكان البدو الرحل في كل مكان وزمان
لايزال سكان البدو الرحل بمناطق عدة بولاية البيض يحافظون على الخيمة التقليدية المنسوجة من شعر الماعز ووبر الابل وصوف المواشي ويعتبرونها كمسكن مفضل لديهم في ترحالهم من منطقة الى منطقة بالرغم من انتشار الخيم العصرية المعروفة محليا ب"الڤيطون " ولا تغيب الخيمة في رحلاتهم طوال السنة في البحث عن الكلإ والماء لمواشيهم مصدر رزقهم وهذا من اجل استقرارهم لمدة طويلة في كل منطقة رعوية ..والخيمة التقليدية هي رمز من رموز التراث ظلت عبر عصور تأوي العائلات البدوية ولا بديل لها الا نصب الخيمة في البراري والصحاري البعيدة ولا تزال حاضرة وتحظى باهتمام واسع لدى سكان منطقة البيض ويقول الحاج محمد بن جلول عمره يقارب80 سنة القاطن بأكبر تجمع بدوي بصحراء ولاية البيض بمنطقة "الجليد" بان منذ نعومة أضافره لم يفارق مسكن الخيمة في البادية برفقة عائلته بالجنوب ترافقهم فى الترحال عبر كامل الفصول الأربعة حيث تحميهم من حر فصل الصيف وبرودة الشتاء ..وهي المسكن الملائم للبدو الرحل يرون فيها منزلا متنقلا تثبت أركانه في الأرض كل ما كان المكان ملائما لذلك..وطريقة بنائها سهلا يقول محدثنا حيث يشارك في العملية معظم أفراد العائلة من نسوة وأطفال وفتيات ورجال ويقتصر بناء الخيمة على تثبيت أعمدة بالداخل تسمى "بالركائز " وفي الغالب تثبت بعمودين يشدان توازنها ويكونان متعاكسان ويربطان بحبل مصنوع من الصوف والشعر المتين تسمى هذه العملية "بالحمارة " أي تحمل ثقل الخيمة وتثبت بأوتاد حديدية او خشبية يكونوا متخالفين تسمى هذه الخطوة "بالخالفات " ويكون بناء الخيمة على شكل دائري وعادة ما يتم تقسيمها إلى قسمين قسم يخصص لشؤون الطبخ والنسوة والقسم الأخر خاص بالرجال وكذلك يتم وضع فتحتين بالخيمة على ضرورة تهويتها بالجنوب والشمال تسمى هذه الخطوة "بالستار " للدخول والخروج وكذا من اجل التهوية وللخيمة عدة مكونات أهمها "الفليج" و"الملكمة" والخ علما ان الخيمة لاتزال حاضرة بقوة في الكثير من المناسبات خصوصا يتم نصبها في المهرجانات و التظاهرات الثقافية لترسيخ عمق التراث والحضارة وتشد فضول الكثير من الزوار والسياح ولا تزال الخيمة لها منزلة ومكانة ببقاع العالم لاسيما بالدول العربية حيث تحظى باهتمام في أوساط الملوك والأمراء والرؤساء في العالم خصوصا سكان الخليج وبغض النظر عن تمسك وإهتمام سكان الجنوب الجزائري بها حيث لا تزال الكثير من العائلات تحافظ على هذا الإرث الحضاري الثقافي والتراثي والتقليدي النابع من الصالة والتاريخ والهوية الوطنية من أشكل الخيم العريقة بالجزائر كثيرة الانتشار منها خيمة "أولاد نايل" وخيمة" الأرباع "وخيمة "حميان" وخيمة أولاد سيدي الشيخ وغيرها...ولقد لعب الخيمة دورا هاما في إيواء العائلات عبر التاريخ ورافقت الثوار في كل مكان بتضاريس المناطق الوعرة خلال الثورة التحريرية كانت تستعمل كعيادات متنقلة ومساكن و في الوقت الحالي تسعى الكثير من الجمعيات والعائلات العريقة الحفاظ عليها كجزء من التراث المادي . وفي هذا السياق قامت مؤخرا جمعية محي الدين لإحياء التراث الثقافي والإبداع لولاية البيض بتنظيم عروضا على كيفية صنع خيمة منطقة البيض بطرق تقليدية ببهو دار الثقافة محمد بلخير بداية بنسج "الفليج" وهي اهم خطوة في صناعة الخيمة استهوت اعداد هائلة من الزوار اغلبهم شعراء ومثقفين ومختصين في التاريخ وكتاب .