إذا كان العرب قديما يعتبرون الفراسة علما يستخدم لسبر أغوار النفس البشرية ، ورغم أن العلم الحديث لم يصل بعد إلى دليل على مهارات الفراسة الحقيقية ، رغم بعض الدراسات الحديثة التي تعتبر وجه الإنسان "نواة الحقيقة" يمكن من خلالها إظهار شخصية الإنسان ، فمعرفة الإنسان لنفسه أصبح لا يتحقق من خلال تأثير الصورة والمظهر الخارجي ، وإنما من خلال طريقة الشخص في التعبير عن أفكاره وتصوراته ... وأصبح العالم الآن على مرمى شاشة .
ومع التطور التكنولوجي الرهيب عبر الانترنت والتواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية ، أصبح الإنسان كتابا مفتوحا ، ينافس الأخر في الإبهار وبالصورة والمعلومة ، ويتسابق لان يكون موجودا عابرا للزمان ومتواجدا في المكان من خلال القبض على القوانين الفيزيائية وتطويعها لخدمته ليكون خليفة في الأرض .
وما هذه المواقع الالكترونية الإخبارية التي نمت كالفطريات ، ما هي إلا منصات لإطلاق صواريخ من الأخبار ، تارة للدفاع وأغلبها للهجوم بكم من المعلومات والأخبار الآنية لشل الأخر أو تأليبه ضد معارضه .
كما حدث في ثورات الربيع ،حيث كان التواصل الاجتماعي هو النواة والقاعدة الأساس لتحضير التجمعات والمظاهرات .
رغم أن الجزائر لم تفطم بعد من بياض الورق ،إلا أنها تسعى للخروج منه إلى ضوء الشاشة ونور الكلمة الالكترونية التي أصبحت سلاحا فتاكا ، للدفاع عن هويتنا وقيمنا ، فهي ترسانة دفاع في فضاء الجزائر ،قد تتحول إلى شهب تحرق مواقع الخبر المغلوط ن وتفند محتواها .
وتولد الجريدة الالكترونية " الجمهورية أون لاين " من رحم الجمهورية العتيقة الأم ، لتشكل موقعا حداثيا عصريا ، يتماشى واحتياجات ومتطلبات الآنية للواقع والقارئ معا .
وهي الميزة التي نجدها في الصحف التقليدية ولا في الإذاعات ولا التلفزيون ، حين نقدم خدمة "الأخبار تحت الطلب " في حينه وأوانه .
كما يسعى فريق الجمهورية أون لاين الالكترونية إلى موقع مؤثر ، خاصة أن الصحافة الالكترونية أصبحت تؤدي دور إظهار المعلومة عبر الصوت والصورة / الفيديو فضلا عن الكتابة ، وتؤدي إلى سرعة انتشارها وقبولها من قبل المتصفحين بحثا عن الخبر الآني والاعتماد كذلك على إمكانية البحث عن المعلومة القديمة او المفقودة بالرجوع الى الأرشيف صورا ومقالات .
حيث تتوفر جريدة الجمهورية على أرشيف ثري عبر كل المراحل التاريخية .
بدء من التأسيس مع جريدة Echo d’Oran الاستعمارية مرورا بمراحل جريدة الجمهورية من الاستقلال الى المرحلة الحالية ، وبالتالي الحفاظ على مصداقية وسمعة الجريدة باعتبارها مدرسة عريقة وركزا إعلاميا جزائريا ثابتا .
من خلال تقديم الخبر الآني والمعلومة الصحيحة عبر أنحاء الوطن عبر شبكة صحفينا ومراسلينا كتابة وصورة وفيديوهات أتمنى أن يكون التفاعل أنيا بين القارئ الوفي لجريدتنا وطاقم تحريرها والمساهمة الفعالة من الطرفين لتكون الجريدة رائدة في عالم الصحافة الالكترونية عبر العالم .

أتطلع للقادم ... شكرا