الذكرى 64 لاستشهاد مريم سعدان:قاومت التعذيب إلى أخر نفس من حياتها

الذكرى 64 لاستشهاد مريم سعدان:قاومت التعذيب إلى أخر نفس من حياتها
الذاكرة
قدم الكثير من شهداء الوطن التضحية من أجل رفع راية الجزائر ومن بينهم الشهيدة مريم سعدان التي نحتفل بذكراها استشهادها الـ 64 اليوم . والشهيدة مريم من مواليد 14 جويلية 1932 بقرية مروانة ولاية باتنة، وهي الأخت الكبرى للشهيدة فضيلة سعدان، من عائلة ميسورة الحال مثقفة حيث كان والدها محمد الصالح محاميا، انتقلت من مروانة رفقة عائلتها إلى عين مليلة والتي لم تقم فيها سوى 4 سنوات فقط وغادرتها سبب حادثة وقعت لوالدها المحامي مع قاضي محكمة عين مليلة الذي أصدر حكما جائرا في حق بعض القصر، فاعتزل مهنة المحاماة و انتقل إلى قصر البخاري بالمدية وهناك تولى التدريس بمدرسة أهلية تابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وظلت العائلة هناك إلى أن اختطفته يد المنون عام 1940، فغادرت العائلة قصر البخاري باتجاه بلدة الحروش بمدينة سكيكدة و بها التحقت مريم بإحدى المدارس النظامية هناك، ثم انتقلت إلى المدرسة العصرية للبنات "الأختين سعدان حاليا بقسنطينة، مما جعلها تجتاز المرحلة الابتدائية بنجاح، وفي سنة 1949 تحصلت على شهادة الأهلـية، ولكنها فضلت فيما بعد الالتحاق بمدرسة التمريض التي تخرجت منها سنة 1951 بدبلوم الدولة في التمريض العام وتم تعيينها مباشرة سنة 1953 ممرضة بمستشفى قسنطينة. عندما اندلعت ثورة أول نوفمبر المجيدة التحقت بصفوفها حيث كانت مناضلة في صفوف النقابة، تقوم بتوعية العمال بشحذ هممهم رفقة إخوان لها في النضال أمثال: "مصطفى خلف الله، أحمد بن منقودة رمضان حركاتي وغيرهم"، وظلت الشهيدة على هذه الوتيرة إلى أن التقط المستعمر نبأ نضالها فتم القبض عليها في جانفي 1958 وزج بها في مركز الاستنطاق والتعذيب الكائن بحي مزيان و قد مكثت به مدة أسبوعيـن، حولت بعـده إلـى مركز آخـر أكثـر منـه قسوة وهمجية في التعذيب بحامة بوزيان، وهـناك تعرضـت لكـل أنـواع التعـذيب النفسي والجسدي على يد رجال المظليين التابعين للسفاح بيجار، وفي أواخر شهر فيفري أخلي سبيلها فعادت إلى المستشفى ولكنها لم تيأس بل كثفت مـن نشاطـها النضالـي و جعلت هذه المـرة شغلـها الشاغـل إسعاف معطوبـي الحـرب وعلاج عائلات الشهداء والمجاهدين وتزويد الثورة بالأدوية اللازمة ثم الترويج لها في وسط العمال.وفي 20 ماي 1958 أعيد اعتقالها للمرة الثانية مع مجموعة من المناضلين والعاملين معها في المستشفى وأودعت بمركز الاستنطاق بحامة بوزيان وقد سلطت عليها كل أنواع التعذيب إلى أن لفضت أنفاسها يوم 22 جوان 1958.

يرجى كتابة : تعليقك