تمر غدا الذكرى الـ 9 لرحيل صديق الجزائر الصحفي و الحقوقي و المؤرخ و مناضل القضايا العادلة الصحفي هنري علاق الذي يحمل الجنسية الجزائرية ويعتبر من أبرز المدافعين عن الثوار الجزائريين و الثورة إبان الاحتلال الفرنسي، فهنري قد حكم عليه بالسجن و تلقى عذابا شديدا بسبب إيمانه بقضية تحرير الجزائر من يد المستعمر الفرنسي . الحقوقي هنري علاق أو هاري سالم من مواليد 20 جويلية 1921 في لندن من أصل بولندي، حسب المعلومات التي اقتنينها من مديرية المجاهدين لولاية وهران، وفي سنة 1939 قدم الى الجزائر و استقر بها و منذ أن وطئت قدمه أرض ميناء بور سعيد عشية الحرب العالمية، هاربا من محارق النازية في لندن، أدرك أنّ هناك فئتين من الناس في المستعمرة الفرنسية و هما معمرين ومستعمرين حينها " قرر أن يكون مناضلا من أجل قضية عادلة يؤمن بحق وجودها، فانضم إلى الحزب الشيوعي الجزائري، وأصبح مديراً لصحيفة "الجزائر الجمهورية" الناطقة باسمه عام 1951 ، ثم أعتقله المظليون الفرنسيون في 12 جوان 1957 ، و وضع في السجن بتهمة دعم الإرهاب رفقة موريس أودان وحكم عليه بـ 10 سنوات سجنا نافذة وتم نقله إلى سجن رين. في سجنه، وثّق وحشية التعذيب في كتابه " السؤال" الذي ألّفه سراً في الاعتقال (1958) و الذي كان مثيرا للجدل، وترجم الكتاب إلى عدة لغات وحوّل إلى مسرحية وسار الكثير في كتاباته على نهجه حول معايشتهم للجحيم الاستعماري وهي اليوم بمثابة شهادات قام اصحابها بتعرية الواقع الاستعماري الفرنسي في الجزائر والممارسات لا انسانية المخالفة لما يردده الفرنسيون على مسامع العالم والإنسانية ومنه احترام الكرامة والحق الانساني. بعد ذلك هرب من السجن بعد 3 سنوات وعاد إلى الجزائر وأعاد صحيفة "ألجي ريبيبليكان" لسان حال الشيوعيين الجزائريين وتم العفو عنه بموجب اتفاقيات ايفيان. وبعد استقلال الجزائر سنة 1962 أسس جريدة لومانيتي من 1966 إلى 1980 . وأكدت الدكتورة و الباحثة نسرين سعدون من جامعة الجزائر في تصريح خصت به الجمهورية ، أن الذكرى التاسعة لوفاة المناضل الجزائري البطل هنري علاق الموافقة ليوم 17 جويلية 2013، تعود والسلطات العليا للدولة الجزائرية تعطي أهمية كبيرة للذاكرة الوطنية و لأصدقاء الثورة الجزائرية حيث تقول: " نحتفي كل سنة في هذا التاريخ بذكرى وفاة الحقوقي والصحفي المحنك صديق وابن الجزائر هنري علاق، فهو جزائري بمواقفه وبنضاله من أجل القضية العادلة الجزائرية، واسم هنري علاق موجود ضمن قائمة الأبطال الثوار الذين دافعوا بإيمان عن حرية الجزائر".