تعتبر المجاهدة زدام نبيهة من الوجوه الفدائية المعروفة بوهران، فقد ناضلت بالسلاح و قامت بعدة عمليات فدائية وهي في عمر الزهور، و في اليوم الوطني للمجاهد تترحم على اخوانها الأبطال الذين ضحوا بالنفس من أجل تحرير راية الجزائر . والمجاهدة زدام نبيهة من مواليد 26 جوان 1942 بوهران ، تربت في المدينة الجديدة ثم بحي الدرب أين كان بيتها العائلي مركزا للثوار و اجتمع فيها أكبر القادة للقطاع الوهراني .
حول مسيرة نضالها حدثتنا الخالة نبيهة قائلة : " كان بيتنا مركزا للثوار والتحقت بصفوف جبهة التحرير الوطني سنة 1959 وعمري لا يتجاوز الـ 14 سنة وعملت مباشرة تحت قيادة سي عبد الباقي قائد القطاع الوهراني، كنت مكلفة بالمراقبة وبنقل الوثائق والأسلحة للفدائيين الذين كانوا يقومون بعمليات فدائية، وعند الانتهاء منها يعطوني السلاح مرة آخرى وأخبأه و أرجع للبيت في الظلام أو في زحمة الناس، رغم أن العمل الذي كنت أقوم به مهم جدا لإخواني المجاهدين إلا أنني كنت متحمسة في شبابي، كنت أريد ان أقوم بعمليات فدائية عوض أن أكون فقط الوسيط ليأتي اليوم المبارك و قرر ان أعمل تحت قيادة عباس رمعون وأقوم بأول عملية قرب سينما الركس في شهر ديسمبر 1961، و هذا المكان يعتبر نقطة محورية لأنها تتفرع منها عدة طرق منها طريق معسكر و سانت انطوان ونهج معطى حاليا ، وكان يساعد اخواتي الفدائيين في العمليات و على الهرب و أصبحت فدائية بمدينة وهران وقمت بعدة عمليات أثناء الثورة التحريرية ليتم القبض عليّ في أفريل 1961، وأخذوني إلى المكتب الثاني في الكمين و تم تعذيبي عذاب شديد و سجني من قبل الاحتلال الفرنسي .
لازلت أتذكر صراخ و البكاء لإخواتي المجاهدين، لم يكن هناك فرق بين آلة التعذيب بين الرجل و المرأة و أنا احترم أخي الرجل كثيرا و رغم أني لم يكن لي إخوة لكن كان إخواني المجاهدين إخوتي الحقيقيين، و أكن لهم كل الحب و الاحترام و بقيت تحت وطأة التعذيب و السجن الى غاية شهر أفريل 1962 ثم أطلق سراحي و الحمد الله أننا رأينا الاستقلال و راية الجزائر ترفرف عالية في سماء الحرية ، وبعد الاستقلال عملت في البنك بوهران إلى غاية تقاعدي منذ سنين . وفي الذكرى المزدوجة لهجوم شمال القسنطيني و مؤتمر الصومام أتمني من قلبي أن يتذكروا دائما الأسرة الثورية من مجاهدين و شهداء، لأنهم ضحوا من أجل هذه الأرض الطيبة و يكون جيل الاستقلال خير خلف للأباء و الأجداد الثوار من أجل بناء جزائر قوية بسواعد أبنائها .