القلعة تعد من أهم المعالم الأثرية بولاية الشلف غير أنها تعاني الإهمال رغم تحرك الجهات القائمة خلال السنوات الاخير ة التي قامت بمعاينة المنطقة وتعيين حراس لها الأمر الذي أوقف عملية زحف البناءات الفوضوية عبرها.
وقد تم تصنيف هذا المعلم السياحي في سنة 2018 تم منع السكان المحليين من حرث و زراعة المدينة الرومانية التي كانت تحتوي على كم هائل من المنحوتات والاحجار المنقوشة وعدم السماح باستعمال الحجارة التي بنيت بها القلعة في تشيد سكنات فردية عصرية بحجارةأثرية. لكن كل شيء توقف هنا في وقت كان يأمل سكان المنطقة القيام بخطوات اضافية.
تعد القلعة متحفا مفتوحا للزوار خاصة وأنها المعلم الاثري الكبير وقد يكون الوحيد بالجهة، قلعة تيميكي حسب بعض المصادر ببلدية تاوقريت هي مستعمرة رومانية يعود تاريخها الى القرن الرابع ميلادي تقع فوق هضبة صخرية على طول 1 كلم وعرض 300م ذات عمران فريد من نوعه نظرا لطبيعة موقعها الصخري.
كما يوجد بها نقاط مراقبة محفورة في الجبل بدون تهيئة عمرانية، كما نلاحظ أيضا عدة خزانات مائية محفورة في الصخور وهذا ما يؤكد على أن المدينة كانت بحاجة ماسة إلى مياه الشرب بحكم موقعها الاستراتيجي العالي و الذي لا يسمح ببناء قنوات المياه.
كما نشير إلى وجود بقايا كنيسة و وجود أسوار في الجهتين الغربية والشرقية ووجود مقبرة في الجهة الغربية خارج أسوار المدينة. كما يعتقد وجود طريق يربط بينها وبين المستعمرة الرومانية أرسو ناريا المتواجد ة جنوب منطقة القلتة ببلدية المرسي و كذلك طريق يربط بين القلعة و مدينة كاستيليوم تانجيتانوم (مدينة الشلف حاليا) وذلك حسبما جاء في كتاب بيار سلاما الطرق الرومانية
وننقل من صفحة المؤرخ لخضر بن كولة الذي كتب عن هذا المعلم الأثري مايلي... "لم أكن أعلم أن تاوقريت وقلعة تميكي كانت بنكا مركزيا لمملكتي صالداي وشرشال 850 سنة قبل الإسلام.."
بداية الحضارة و التاريخ الجزائري لم تكن مع روما ، بل سبقت روما بقرون عدّة، "مَن منّا كان يعلم أنّ مدن داخلية في الجزائر مثل "شلف" كانت تصدر نقودها باللغة العربية/الفينيقية ؟ و ذلك قبل الاسلام بحوالي 9 قرون .
قطع نقدية صادرة من القلعة التاريخية " تميكي/ Timici" بلدية تاوقريت (شلف) تؤكد ان اللغة العربية/الفينقية هي اللغة التي كانت مُتداولة و مُستخدمة على الصعيد العام و المؤسّساتي.
يوضح البروفسور Laurent Callegarin من جامعة Pau في مقاله بعنوان " La côte mairitanienne et ses relations avec le littoral de la Bétique" صفحة 308-314 أن المماليك الموريتانية المُستقلة تماما عن مملكة قرطاج مثل سالداي (بجاية حالياً) ، Iol شرشال حالياً ، سيڤا (عين تموشنت) كانت كلها مراكز تصدر منها قطع نقدية مكتوبة باللغة الفينيقية و مما يؤكد أن تلك الظاهرة لم تكن مُنحصرة على المدن الساحلية يوضح لنا البروفسور Callegarin أنه كانت هناك ورشة نقدية في قلعة تميكي/ Timici ببلدية تاوقريت حالياً ( ولاية شلف ) تصدر نقودها كذلك باللغة العربية/الفينيقية بمعنى كانت بالمصطلح المُعاصر بمثابة "البنك المركزي" متواجد في الاراضي الداخلية بعيد عن الساحل، مما يؤكد أنّ تداول اللغة العربية/الكنعانية بين السكان و استخدامها في المؤسسات (ورشات النقود) لم يكن محصوراً على المدن الساحلية فقط و انّما كان منتشراً عبر كامل التراب الجزائري .
و من هنا نستنتج أن الشعب الجزائري على الصّعيدين العام و المؤسّساتي كان يستخدم اللغة العربية/الكنعانية قبل مجيء الفاتحين و ان الاسلام هدانا و لم يُعرّبنا لأننا كنا نستخدم العربية/الفينقية قبل الاسلام بقرون عدة.