نظمت السبت جمعية المعالي للعلوم والتربية مكتب وهران بالتنسيق مع متحف أحمد زبانة
وسط المدينة تأبينية على روح الشيخ علي قاسمي خطاط المصحف الشريف -رحمة الله عليه-، حيث تم تسجيل من خلالها لحظات استذكار لمحاسن، ترك في رصيده 4 مصاحف من كتابة يده عن رواية ورش (الأزرق والاصفهاني) وأشهرها مصحف "الحفاظ" والذي انفرد في كتابته وميزته التتمين لتسهيل الحفظ على الطلاب من حفظة القران الكريم وهذه النسخة موجودة بمتحف أحمد زبانة ومعروضة امام الزوار للتعريف بعلماء وأقطاب الجزائر عامة ووهران خاصة ، وكان فضيلة الشيخ قد باشر في كتابة النسخة الخامسة لكنه لم يكمل مشروعه حيث وافته المنية يوم الـ 07 ماي 2023.
وافتتح السيد صالحي رئيس مكتب وهران للجمعية الجلسة بذكر خصال الرجل، كما سلط الضوء على أبرز المواقف التي عاشها مع المرحوم طيلة ا20 سنة مضت، ليتم عرض شريط فيديو يسلط الضوء على علاقة الشيخ قاسمي بجمعية المعالي منذ السنوات الأولى من تأسيسها.
و وجهت الكلمة لنجل الشيخ البروفيسور عبد القادر قاسيمي الذي عبر عن مدى فخره بوالده والأثر الطيب الذي خلفه من بعده والذي قال إن نجاح والده في الحياة يكمن في الجد والمثابرة بدون كلل ولا ملل، كما شكر الذين استذكروه في هذا اليوم المبارك.
الشيخ "علي قاسمي بن بوزيان بن امحمد " من مواليد 1933م بولاية معسكر، انتقل إلى مدينة سعيدة عند عمه فتتلمذ على يده، وحفظ القرآن في سن 14.
كان المرحوم ينتقل بين مشايخ عصره من منطقة إلى أخرى طالبا للعلم حيث درس عند الشيخ " عبد القادر بن بريك" بزهانة، والشيخ " بشير بويجرة البدوي" والشيخ بن "كابو" بمدينة سيدي بلعباس، لازم الشيخ " محمد بن عبد الكريم الجزائري" لمدة ثلاث سنوات، انتقل إلى زاوية الشيخ " البوعبدلي" سنة 1953 ببطيوة لطلب العلم، استقر بوهران سنة 1954 والتحق بدروس الشيخ "الطيب مهاجي" وأجازه في ألفية بن مالك.
شارك الشيخ في حرب التحرير مجاهدا وممونا بالعتاد ووسائل الطباعة في سبيل الله، بعد الاستقلال فتح مدرسة لتعليم علوم اللغة العربية وقواعدها بحي البدر، عمل مدرسا بمدرسة " باي ابراهيم" بالمدينة الجديدة ومدرسة "متر عابد" للبنين بالاكميل، عمل إداريا بمديرية التربية سنة 1962، امتهن حرفة تجليد المصاحف والكتب، أنشأ مطبعة لطبع الكتب الإسلامية سنة 1973 تسمى بمطبعة النهضة، وقد أنجز نسخة من القران الكبير بيده نالت موافقة كل المقرئين بولاية الغرب.
ومن مميزات هذا المصحف أنه انتهج في نسخه طريقة التثمين حيث جعل في كل صفحة ثمن من القرآن ليسهل على الحافظ عملية الحفظ، كما كان له مشاريع مثل مصحف بالوقف الهبطى، ومصحف بالأحكام.
وقد نظم على هامش هذه التأبينية معرض لاهم لوحات واعمال الفقيد الشيخ قاسيمي والتي شدت انتباه الحضور بسبب اتقانه للخط العربي والكتابة لكلام الله بأنامله الذهبية.
