القصور الحمراء في منطقة تيميمون، جنوب الجزائر، لازالت تثير الجدل، منذ تركها أصحابها إلى غير رجعة ، كان ذلك قبل مئات السنين ،ولم يبق إلا ما تناقلته الأجيال عن أسباب اختفاءها. ليس سكان القصور الحمراء وحدهم من اندثروا ،بحسب المتداول، فمساكنهم أيضا اختفت ثم عاودت الظهور قبل ان تغيب عن الأنظار مجددا، فهل رمال الصحراء زحفت نحو البناء فابتلعته؟ ، أم أن البناء نفسه تحرك فوق الأرض أو باتجاه باطنها أم قوى خارجة عنها؟
هذه الأسئلة وأخرى ينكب مهتمون على إيجاد إجابات لها، فيما يستمر تناقل الأساطير التي تزيد من جاذبية المكان، فالقصور الحمراء هي عبارة عن قلاع وتحصينات بنيت على مرتفعات صخرية. يشير الدليل السياحي داولحاج عبد الحي إلى وجود الكثير من الاقاويل حول وجود الجن بالمنطقة، ومن بين ما يقال أيضا أن هناك منطقة رملية يقتل أو يموت كل من يدخلها. ويشرح ان القصور في منطقة قوراره أحيطت بخنادق خوفا من الاعتداءات والغزوات، وشيدت بأشكال مختلفة
داولحاج توقف عند ما يعرف عن الخوف المرتبط بالسير في الصحراء وما ينتج عنه من ظهور لسراب لا يلبث أن يزول ، يشير إلى أن ما تشهده القصور ارتبط منذ زمن بعيد بتأويلات خارجة عن الطبيعة. يقول عبد العالي بابولاه ناشط في الحقل الثقافي أن القصور بنيت من الطين الأحمر بحيث لا تعكس الضوء الساطع، ويضيف أن قصر دبداب ،الذي سكنته امرأة تسمى عائشة بنت الحسن ،تعرض للغزو وفر أهله بينما بقيت عائشة تقاوم الغزو وقبل أن تقتل دعت على أهل القصر بألا يعمروه أبدا.
ويضيف أن القصر يظهر بمضي كل عشر سنوات قبل أن يعاود الاختفاء. بحسب بابلاه. تشير احدى الروايات إلى أن قصر اختفى اثر جريمة قتل، يقول الأستاذ بن زايد محمد السالم الباحث في تاريخ المنطقة ،ان عبد الجبار بن عبد الكريم المغيلي قتل فاختفى القصر انتقاما من القاتل ومن معه ،ثم عاد الى ما كان عليه ،ويضيف أن أطلالا من ذلك القصر ما تزال قائمة الى اليوم ويوضح ان قصر ذراع كان معلما لقوافل المسافرين التي كانت تتحرك من شمال الجزائر الى جنوبها بغرض التجارة ، لافتا إلى أن القصر ظل ظاهرا رغم الرمال المحيطة به ،وذلك لبنائه على منطقة مرتفعة . ويقول أن الأساطير تعيد اختفاء القصور الى كرامات بعض الأولياء ،بسبب زلات أو اخطاء أو اعتداءات أو مظالم ارتكبت. ويشدد على أن أسرارا كثيرة تحتاج الى دراسة الاكاديميين والباحثين ،لاسيما مع شح المادة التاريخية وقلة المصادر.
