للحصول على مياه باردة وذوق مختلف إقبال كبير على شراء "القطران" بسوق "الأوراس" بوهران

للحصول على مياه باردة وذوق مختلف إقبال كبير على شراء "القطران" بسوق "الأوراس" بوهران
صيفيات
شرب الماء البارد المنسم بالقطران عادة من العادات الموروثة التي لا تزال الكثير من العائلات الجزائرية تحافظ عليها، حيث لا يخلو المطبخ الجزائري العصري والتقليدي في البدو أو الحضر من قنينة الماء بالقطران، سواء كانت من زجاج أو طين أو فخار. وقد أكد صاحب محل بيع التوابل بسوق الأوراس "لاباستي سابقا" أن الإقبال على شراء مادة القطران يتضاعف خلال فصل الصيف وهو يوفر كميات مختلفة الأحجام، وتتراوح أسعارها مابين 50دج إلى 300دج فأكثر، وأفاد أيضا أن إقبال المغتربين على شراء القطران و"غُراف" الطين بات ملفتا للانتباه، كما أشار أن هذه المادة تستعمل لما لها من فوائد صحية، كما أن رائحتها تبعد الحشرات والزواحف، لذلك لا تكتفي ربات البيوت بوضع مادة القطران في ماء الشرب، وإنما تضع بضعة قطرات في الماء الذي تريد أن تنظف به أرضية المنزل، و يحدث ذلك خاصة في الكثير من المناطق بصحراء الوطن أين تنتشر الحشرات والزواحف بقوة خلال فصل الحر، كما أن من العادات أيضا أن يرش الماء بالقطران عند مدخل المنزل وعلى عتبة الدار وجوانب النوافذ، ويشير محدثنا إلى أن مادة القطران كانت توضع أيضا في قربة الماء وهي بمثابة الوسيلة الوحيدة لتبريد الماء قديما لدى العائلات التي لم تكن تملك ثلاجة، في حين لا تزال بعد العائلات لحد الساعة تحتفظ بـ "القربة" وتفضل شرب مائها المنسم بالقطران. بحيث تقول السيدة جميلة من قديل: "منذ أن وعيت أشرب الماء باردا في " طاس مطلي بقليل من القطران" و لا أستغني عنه أبدا في فصل الصيف، لأنني أجد طعمه لذيذا، وقد كانت والدتي رحمها الله كلما تكسرت قنينة أو كأس أو ما يعرف بـ" الطاس" أو" الغُرّاف" المنسم بمادة القطران تقوم بإحضار واحد جديد، وتسكبُ داخله بضعة قطرات من القطران، وتحاول أن تمررها جيدة على الجوانب، ثم تتركه ليجف تماما، وبعد ذلك تملؤه بالماء البارد الذي نروي بها عطشنا". أما رشيدة فتقول :"كنا في زمن بعيد منذ طفولتنا نشرب الماء من "قلة الطين" المطلية في جوفها بقطرات قطران الذي تبقى رائحته لمدة طويلة، والتي تكون مغلفة بـ" الخيشة"، ونقوم من وقت لآخر برشها بالماء من الخارج، فحينما تكون "الخيشة" مبللة يكون الماء باردا ، و رغم استغناء المرأة الجزائرية الآن عن الكثير من الأواني التقليدية والعادات إلا أن هناك ربات بيوت وأفراد عائلات لم تمنعهم عصرنة المطبخ من الحفاظ على مثل هذه العادات، وأنا منهم" ، ويقول مختار:" التعود على الطعم والفوائد الصحية من أهم الأسباب التي جعلت قارورة الماء بالقطران لا استغناء عنها طيلة السنة، خاصة خلال فصل الصيف في إشارة أيضا إلى أن رائحة وطعم القطران لابد أن يكون خفيفا، إذ يكفي وضع بضع قطرات قليلة جدا في قارورة أو كأس أو إناء لتكون النتيجة مرضية، في حين أن الكمية المركزة تعطي مذاقا مُرّا وغير محبب، إضافة إلى أنه قد يشكل خطورة على صحة المستهلك، فكلما زاد الشيء عن حدّه انقلب إلى ضده".

يرجى كتابة : تعليقك