أكد والي السعيد سعيود بأن وهران بحاجة إلى تكوين أخصائيين في مجال تسيير النفايات لحل هذا المشكل العويص الذي لا تزال تعاني منه العديد من البلديات رغم الجهود الكبيرة و الأموال الضخمة التي رُصدت في هذا المجال لإعادة الاعتبار للمحيط و القضاء على النقاط السوداء . وأشار إلى أنه في الوقت الذي من المفروض أن تكون المناطق الرطبة مناطق سياحية تفتخر بها الولاية على غرار "ضاية مرسلي"، إلا أنها تحولت إلى نقطة سوداء تعاني من التلوث نتيجة رمي النفايات الهامدة و المنزلية بها وكذا تحولها إلى مصب للمياه المستعملة و التي ألحقت أضرارا بالطيور المهاجرة وتسببت في نفوق الكثير منها خلال السنوات الماضية وهجرة أخرى . وأشار إلى أن الشريط الساحلي ملوث بفعل صب قنوات الصرف الصحي به ورمي النفايات البلاستيكية . وأوضح بأن ميناء وهران يعرف درجة كبيرة من التلوث نتيجة عدم احترام القائمين على هذه المؤسسة لشروط نظافة المحيط . ناهيك عن العديد من البلديات التي تتواجد في وضعية سيئة رغم الإمكانيات المادية و البشرية المسخرة حيث تبقى بها النتائج ضئيلة و ضعيفة و لا ترقى إلى المستوى المطلوب مرجعا سبب ذلك إلى غياب الأخصائيين في المجال . ونوه إلى أنهم يعولون كثيرا على اختصاص تسيير النفايات ، ودعا مديرية التكوين المهني إلى عقد لقاء خلال الأيام القليلة القادمة بين الأساتذة الذين يشرفون على التكوين و إطارات مديرية البيئة والجمعيات لتبادل الآراء للتحكم في هذه الإشكالية بولاية وهران .
و ما تجدر الإشارة إليه هو أن جل المناطق الرطبة بولاية وهران تعاني من وضعية غير لائقة تتخبط فيها منذ سنوات و من بينها "ضاية أم غلاس" التي تحولت منذ أعوام إلى مصب للمياه القذرة المنزلية القادمة من جميع السكنات ببلدية وادي تليلات و المصانع الناشطة بالمنطقة بسبب افتقار هذه الجهة لمحطة تصفية مياه الصرف الصحي. يأتي هذا فضلا عن ضاية "مرسلي " التي تتواجد بالقرب من المنطقة الصناعية للسانية و التي تعتبر الأكثر تلوثا و ضررا بنسبة 70 بالمائة و كذا ضاية "تيلامين" بقديل التي لا تبعد عن المنطقة الصناعية لحاسي عامر إلا بـ 7 كيلومترات و التي تصب فيها مياه الصرف لبلديات حاسي بونيف و حاسي عامر و حسيان الطوال و بن فريحة، و أضحت تهدد بكارثة بيئية وبانقراض الطيور المهاجرة والنادرة.
