رغم أن سيدي بلعباس، تعتبر ولاية رائدة في المجال الفلاحي، باعتبار أنها منطقة فلاحية بامتياز، وتنتج أراضيها سنويا كميات هامة، من مختلف الخضر والفواكه على غرار التفاح والبرقوق والإجاص واللوز والزيتون وغيرها. إلا أن الوضع غير ذلك في مادة الحمضيات، التي عرف إنتاجها حالة من الركود والجمود منذ سنوات، بسبب المناخ الذي يميز المنطقة، والذي لا يمثل بيئة مناسبة لتطور هذه الشعبة بالولاية. وحسب مسؤولة بالمديرية الولائية للمصالح الفلاحية، فإن سبب تراجع إنتاج الحمضيات، ثم اندثاره تماما هو عزوف الفلاحين عن غراسة، نظرا لشح المحصول فيها، وعدم ذرها للأرباح، التي يعمل من أجلها الفلاح، بعد جني الثمار، خاصة وأن هذا النوع من المشاريع، يتطلب أموالا طائلة، فيتكبد المزارع خسارتها بعد جني المحصول، لاسيما مع شح الأمطار وتشكل الجليد وغيرها، من الأسباب التي أدت إلى تراجع نشاط هذه الشعبة، فهذا الوضع السلبي أدى بالفلاحين إلى قطع أشجار البرتقال، خلال السنوات الماضية وتغيير الشعبة، وبذلك تكون الولاية قد خسرت مساحات هامة من شعبة البرتقال، وهو ما إنجر عنه تداعيات سلبية، باتت تؤثر على جيب المواطن، وذلك نتيجة مضاربة التجار ورفع أسعار هذه الفاكهة، التي ارتفع سعرها في السوق، متحججين في ذلك باحتسابهم لقيمة نقل هذه البضاعة، من ولايات أخرى على رأسها معسكر وستغانم ووهران وحتى من ولاية البليدة، لذلك هم يضطرون إلى رفع قيمتها، فشعبة الحمضيات تواجه اندثارا كليا بسيدي بلعباس، بعدما تراجع إنتاجها في السنوات الأخيرة، وبدأت مساحاتها المزروعة بالبرتقال والمندرين، تتقلص موسم بعد الآخر من 10.5 هكتار سنة 2012 إلى 0 هكتار هذا الموسم، والموسم الماضي بعدما عمد الفلاحون إلى قطع الأشجار، التي كانت مغروسة بمكان واحد يسمى بـ "فيرمة التشين"، الكائن ببلدية "سفيزف" التي تقع في الحدود مع ولاية معسكر، بحيث كان هذا المكان يضم 350 شجرة والتي كانت تعطي 210 قنطارا في الهكتار الواحد، وهو ما اعتبره الفلاحون، منتجا ضئيلا، ليضطر الفلاحون إلى قطع الأشجار وتغيير الشعبة من أجل تعويض الخسائر، التي تكبدوها من خلال زراعة الحمضيات، خاصة وأن هذا النوع من المشاريع، يتطلب أموالا طائلة، فيتكبد المزارع خسارتها بعد جني المحصول خاصة مع شح الأمطار وتشكل الجليد وغيرها، من الأسباب التي أدت إلى اندثار الشعبة بالولاية