جامعة غليزان : مناقشة تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع في ندوة

جامعة غليزان : مناقشة تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع في ندوة
الجهوي
نظمت جامعة غليزان كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية قسم علوم الإعلام و الاتصال ندوة وطنية بعنوان: “المجتمع الجزائري في عصر وسائل التواصل الاجتماعي -تأثيرات الافتراضي على الواقعي- و شارك في الندوة عدد من الأساتذة والباحثين من مختلف الجامعات الجزائرية، وتناولت المداخلات موضوعات متعلقة بالجوانب النفسية والاجتماعية والثقافية لوسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على المجتمع الجزائري.في كلمة الافتتاح، أكدت رئيسة الندوة الدكتورة ريم فتيحة قدوري على أهمية هذا الموضوع في ظل التحولات السريعة التي تشهدها المجتمعات الحديثة بفعل تطور وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت: “نحن نعيش عصر وسائل التواصل الاجتماعي بامتياز، وهو عصر يتميز بالسرعة والتفاعل والتشبيك والتنوع والتعدد. يعتبر تطور وسائل التواصل الاجتماعي من أسرع الظواهر التي نعيشها اليوم، وهذه الظاهرة حديثة جدًّا، إذ تعود بداية استخدامها إلى إطلالة القرن الحالي، وبالتحديد عند وصول أول موقع للتواصل الاجتماعي (MySpace) إلى مليون مشارك عام 2004. ومنذ ذلك الحين، شهدنا انتشارا واسعا لمواقع وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستغرام وسناب شات وغيرها، والتي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية”.وأضافت د. قدوري: “لكن مع كل هذه المزايا التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي، فإنها تحمل أيضا العديد من التحديات والمخاطر التي تؤثر على المجتمعات والأفراد على مختلف المستويات. فوسائل التواصل الاجتماعي ليست مجرد أدوات تقنية، بل هي ممارسات اجتماعية وثقافية وسياسية تنتج وتنقل وتستقبل المعلومات والمعارف والقيم والمواقف والسلوكات. وهذه الممارسات تتأثر بالسياقات الاجتماعية والثقافية والتاريخية التي تنشأ فيها، وتؤثر بدورها على هذه السياقات وتغيرها. ومن هنا تضيف الدكتورة ينبغي أن نسأل أنفسنا: كيف يتأثر المجتمع الجزائري بوسائل التواصل الاجتماعي؟ وكيف يتفاعل معها؟ وما هي الآثار الإيجابية والسلبية لهذه الوسائل على الواقع الاجتماعي والثقافي والنفسي للمجتمع الجزائري؟ هذه هي الأسئلة التي حاولت هذه الندوة الإجابة عليها من خلال المداخلات المتنوعة والمتخصصة التي قدمها الأساتذة والباحثين”. وفي الجلسة الأولى من الندوة، التي رأستها الدكتورة بداني أمينة نزيهة، تناولت المداخلة الأولى للدكتورة تومي أم الخير، أستاذة التعليم العالي بجامعة وهران1، موضوع “خصوصية المجتمع الجزائري في عصر وسائل التواصل الاجتماعي”. وقالت فيها: “يعد مفهوم الخصوصية داخل المجتمعات من أكثر المفاهيم اختلافا عبر الحدود الزمانية والمكانية. والمعلوم أن مثل هذه المفاهيم تتحول عبر الزمن، باختلاف العادات والقيم والتقاليد والتعليم والانفتاح بفعل العولمة والتطور التقني والتكنولوجي الحاصل اليوم. ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير الكثير من السلوكات والتصرفات وعملت على إحداث تغيرات في منظومات القيم والتقاليد والعادات داخل المجتمع الجزائري وأصبح من الصعب التصدي ومقاومة موجة وسائل التواصل الاجتماعي الجارفة التي لا تحكمها حدود ولا قيم ولا مبادئ. وتكاد بل كسبت هذه الوسائل رهان الانتشار والتوسع ونشر الأفكار والمعلومات ذات طابع استهلاكي في غالبها والظاهرة السوسيولوجية الرائجة حاليا هي انتقال المنتجات المعرفية بين المجتمعات التي تعد أحد أهم وسائل الانتشار الثقافي في المجتمع”. وأوضحت الدكتورة تومي أن من المستخدمين من يعبرون عن ذواتهم ومشاركة حياتهم الخاصة مع الآخرين بدون قيود أو رقابة، مما يؤدي إلى تقليل مساحة الخصوصية وزيادة مساحة العلنية. وهذا ينعكس على العلاقات الاجتماعية والعائلية والزوجية والصداقية، ويمكن أن يسبب بعض المشاكل والصراعات والانفصالات. وأشارت إلى أن هناك حاجة إلى دراسات أكثر عمقا وتحليلا لمفهوم الخصوصية في المجتمع الجزائري وكيفية تأثره بوسائل التواصل الاجتماعي. وفي المداخلة الثانية، تحدثت أ.د. كركوش فتيحة، رئيسة الجمعية الجزائرية لتطوير البحوث النفسية والاجتماعية، وأستاذة التعليم العالي بجامعة علي لونيسي- البليدة2، عن "المجتمع الجزائري في مواجهة التأثيرات النفسية والاجتماعية لوسائل التواصل الاجتماعي". وقالت فيها: "إن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثيرات نفسية واجتماعية متعددة ومتنوعة على المستخدمين، وهذه التأثيرات تختلف باختلاف الفئات العمرية والجنسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والمهنية والجغرافية.

يرجى كتابة : تعليقك