شرعت مصالح مديرية الثقافة في التحضير لعدة ملفات سيتم رفعها إلى الوزارة الوصية خاصة بتصنيف معالم أثرية وعمرانية ذات قيمة تتواجد بوسط مدينة وهران ، على غرار "محطة السكة الحديدية" بمنطقة بلاطو التي تم تشييدها خلال الفترة ما بين 1913 إلى 1917 مظهرها الخارجي بشكل مسجد و تأخذ فيها الساعة شكل مئذنة ، إضافة إلى المكتبة البلدية "الكاتدرائية" بوسط المدينة ذات الطراز المعماري الروماني والبزنطي وزخرفة ذات طابع شرقي و التي بنيت بين عامي 1904 حتى 1913 و افتتحت عام 1918 ، و قامت السلطات بعد الاستقلال باستغلالها و تحويلها بعدما بقيت مهملة إلى غاية 1984 إلى مكتبة إقليمية ، ثم مكتبة عامة سنة 1996 ، ناهيك عن "مسجد عبد الله بن سلام" ، وكذا مقر بلدية وهران المتواجد بساحة "أول نوفمبر" الذي تعود نشأته إلى سنة 1886 ، و قصر الثقافة "زدور ابراهيم بلقاسم" لتكون ممتلكات ثقافية محمية . وأوضحت مصادرنا بأن عملية التصنيف لا تقتصر فقط على المعالم القديمة الأثرية، وإنما الحديثة منها أيضا حتى وإن لم يتجاوز عمرها 15 سنة شرط أن تكون فريدة من نوعها أو ذات هندسة معمارية مميزة وقيمة وهذا للحفاظ عليها ، مثلما كان الأمر بالنسبة لجامعة العلوم والتكنولوجيا "محمد بوضياف" بايسطو التي تم تصنيفها ضمن التراث الوطني المحمي من قبل وزارة الثقافة والفنون نظرا للهندسة المعمارية الفريدة المعتمدة في بناء الجامعة و التي صممها المهندس الياباني الشهير "كينزوتانجي". و سيسمح تصنيف الجامعة ضمن التراث الوطني المحمي باستفادة مبانيها من عناية خاصة من قبل وزارة الثقافة و الفنون و الهيئات التي تهتم بالتراث المبني والتكفل ببعض الأشغال التي تتطلب دراية خاصة و إشراف مؤهلين في مجال الحفاظ على المباني التراثية و الأثرية. علما بأن جامعة وهران للعلوم والتكنولوجيا "محمد بوضياف" تعود نشأتها الى سنة 1971 كقطب للتعليم العالي التقني بغرب البلاد و هي تتوفر على موقعين منفصلين أحدهما ببلدية السانية و الثاني ببلدية بئر الجير بمساحة إجمالية تقدر ب 100 هكتار، وتضم 7 كليات تتعلق بكل من كليات الرياضيات والإعلام الآلي و الكيمياء و علوم الطبيعة و الحياة و الهندسة المعمارية والهندسة المدنية و الهندسة الكهربائية و الهندسة الميكانيكية ، إضافة إلى معهدي التربية البدنية و الرياضية و العلوم و التقنيات التطبيقية. مع الإشارة إلى أن حتى "حلبة مصارعة الثيران" حظيت هي الأخرى بعملية التصنيف مؤخرا ، وهي تعد من أهم المواقع الأثرية التي تعود إلى سنة 1906 والأكبر عن مثيلاتها التي تتواجد باسبانيا و فرنسا من حيث المساحة و المقاعد و قد بنيت بالحجارة المنحوتة وحجارة التيف التي استخرجت آنذاك من منطقة كوشة الجير وهو نوع من الحجارة يميز العمران بوسط المدينة .