أشرف والي سيدي بلعباس على انطلاق الأيام التكوينية لحماية التراث الثقافي المادي واللامادي التي نظمها قطاع الثقافة والفنون على مستوى المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية الشيخ القباطي بمشاركة مختصين و أساتذة باحثين من جامعة الجيلالي اليابس وفاعلين وناشطين في ميدان التراث حيث عرفت الورشة الأولى تقديم عدة مداخلات استهلها الأستاذ كريم ولد النبية بالإشارة الى أهمية هذا اللقاء الذي يتزامن مع محاولات البعض السطو على تراثنا مؤكدا أن الرهان الأساسي هو العمل على تكييف وتثمين القوانين لأجل حماية هذا التراث ملفتا النظر في السياق ذاته الى أن التراث المحلي بسيدي بلعباس الذي نقول عنه غير مكتوب فهو في الحقيقة غير معروف تماما ولذا وجب تكريس وتنسيق الجهود للكشف عنه وإبرازه والتعريف به قبل كل شيء ثم تحدث عن أهمية بعض المواقع الأثرية ووجوب تثمينها وحمايتها منها معتقل بوسيي بالضاية ومنطقة بودانس وجبل روبة وحصن تسالة والحاسي الأحمر ومسجد القرابة وكذا منبع أبا دحو المتواجد بالقرب من مسجد الرحمة الذي جرفته مياه فيضانات واد مكرة بالإضافة الى 27 قطعة أثرية كانت متواجدة بسيدي علي بن يوب حوّولها اللفيف الأجنبي في عهد الاحتلال الفرنسي الى متحف أوبان لابد من استرجاعها.
أما الأستاذ تيرس محمد فتحدث عن المعالم التاريخية و الأضرحة المتواجدة بسيدي لحسن ووجوب ترميمها وحمايتها بينما طلحة جلول رئيس جمعية حماية التراث المعماري والثقافي أشار الى الإهمال الذي يتعرض له التراث المعماري بعاصمة الولاية وطالب بالإسراع في ترميمه والعناية به قبل أن يفقد خصائصه ويندثر.
أما الورشة الثانية فتميزت بتقديم مداخلات نذكر منها تلك التي تناولت فيها طلحة نورة الآليات القانونية لحماية التراث ولعل المداخلة التي شدت اهتمام الحضور تلك التي تطرق فيها ممثل الفرقة الجهوية للدرك الوطني بتلمسان الى دور هذا الجهاز في حماية التراث الثقافي مبرزا الجهود التي قدمتها في هذا الاطار على مستوى ولاية سيدي بلعباس من خلال عديد العمليات منها التصدي لصائدي الكنوز الذين يعمدون الى الحفر تحت الاثار الرومانية واتلافها كما حصل في بلديتي مرين وسيدي علي بوسيدي .
هذا ومن بين التوصيات التي خرج بها الملتقون وجوب مراجعة القانون 98/04 وتعديله وتحيينه و وتكييفه مع الواقع والمستجدات و الإسراع في انشاء لجنة لاحصاء وجرد كل التراث المادي واللامادي بالولاية وضرورة اشراك الجامعة والجمعيات في الحفاظ على التراث ، و اقتراح تخصيص جائزة سنوية على المستوى الوطني والولائي لأحسن عمل يعنى بحماية التراث .
و على هامش التظاهرة أوضح لنا عبد الحقّ عمرو برّحو مدير الثقافة و الفنون أن الهدف من هذه الأيام التكوينية الوصول الى إحصاء وتحصين جميع المواقع الأثرية بسيدي بلعباس وتفعيل دور مصلحة التراث الثقافي في اثراء وإبراز والمحافظة على الموروث الثقافي بالولاية مشيرا الى أن القانون الحالي يحمل عدة نقائص منها غياب جانب الاستثمار في التراث الثقافي الذي يتيح للمستثمرين الخواص استغلال المعالم التاريخية والأثرية وعلى سبيل المثال قمنا بترميم قصر" لومي" وصرفنا عليه أموالا ونعتزم تحويله الى متحف وطني عمومي ولا بد أن يصبح استثمارا يضمن مداخيل ثم هناك غياب الفروع الممثلة للهياكل و المؤسسات المختصة على مستوى الوزارة في المحافظة على التراث الثقافي وان الأوان لإنشائها على مستوى كل ولاية نذكر من بين هذه المؤسسات والهياكل ديوان حماية واستغلال الممتلكات الثقافية والمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل تاريخ الإنسان والمركز الوطني للآثار و-يضيف قائلا :وحتى المحجوزات التي نتلقاها من عند الشرطة أو الدرك ثم نقوم بتصنيفها و إعداد المحاضر نطلب الإيداع من متحف زبانة بوهران لعدم وجود متحف على مستوى ولايتنا مشيرا في هذا الصدد الى وجود محجوزات وقطع أثرية وتحف فنية بمتحف زبانة هي أصلا تابعة لولاية سيدي بلعباس ومن المفروض أن يتم استعادتها.