"التنمر" كلمة دخيلة على اللسان الجزائري واستعمالها غير سليم، خاصة ونحن مجتمع عربي إسلامي، وعليه وجب على أهل الاختصاص النظر فيها وإعادة استعمال كلمة تليق بالظاهرة مثل "العنف"، وهو متعدد (جسدي،لفظي،معنوي، نفسي ...الخ)، كما أنه موجود منذ القدم في جميع الأماكن وحتى داخل الأسرة، وأول شيء يجب النظر فيه هو الأسباب التي دفعت الطرف الآخر للقيام بردّ فعل، سواء كان طفلا أو أستاذا أو إدارة وحتى الأولياء، ومن بين الأسباب التي ممكن أن تكون شائعة والتي تدفع المتمدرس إلى ممارسة العنف، هي أما أن يكون الطفل محروما أو مدللا أو معنفا، وإما أن يكون ضحية طلاق والديه، أو التفكك الأسري أو مهمل عائليا وغيرها، أما الطفل الذي يلقى رعاية سليمة فهو في الأغلب سويّ في تفكيره، كلامه وتصرفاته، باستثناء بعض الحالات.
أما الظاهرة العامة، فان العنف يأتي كردّ فعل، وليس فعل، وعليه فإن الأسباب الدفينة وجب التركيز عليها، فمعرفة الداء يبدأ بالعلاج ، بالإضافة إلى الأمور الدخيلة علينا، في مقدمتها استعمال أجهزة الانترنت من بينها الهاتف، حيث يقوم الأطفال باستعمال هذه الأجهزة دون مراقبة الأولياء في أغلب الأحيان، ما يجعل الطفل يكتسب عادات وأفكار ترفع من حدة العنف داخله، ما يدفع إلى ممارستها لإخراجها من داخله، ومن هنا أطلب من الباحثين التقرب والاحتكاك المباشر من الواقع لمعايشة الظاهرة، حتى يتمكنوا من دراسة الظاهرة ومن ثمّ معالجتها، إضافة إلى هذا فإن برنامج الجيل الثاني المُتّبع في التعليم، تغيب فيه حصص المسرح،ولا تبرمج فيه خرجات استكشافية لفائدة المتمدرسين، وهو ما ضخم في الظاهرة وساهم في انتشارها أكثر، إذ أن الطفل لا يجد مساحات يفرغ فيها طاقته ومشاعره ومكبوتاته وكل ما يختلج عقله وقلبه ويشغل تفكيره ، وبناء على هذا فأنا أوجه رسالة إلى الوزارة الوصية لإعادة النظر في المنظومة التربوية ككل، وإعادة تنظيمها من خلال التنسيق مع مختلف الوزارات لوضع برنامج تربوي يخدم فكر ونفسية التلميذ .
