أخذت أورام الغدد العصبية الصماء الحيز الأوفر من أجندة أعمال الطاقم الطبي المتخصص ونالت حق الأولوية من برنامج التكفل بالمريض المصاب بالأورام السرطانية وكيفية تطوير وتحسين الخدمات الطبية وبالتحديد الفئات المرضية الخاصة ، ورسمت المنحنى البياني خاص بالشبكة المستحدثة لتتبع تطورات وإحصائيات ومستجدات العلاج تحت إشراف الخلية المستحدثة على مستوى المؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر .جاء هذا خلال اليوم التكويني لأطباء ما بعد التدرج الذي نظمته المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر ،بالتنسيق مع كلية الطب وهران بعنوان أورام الغدد العصبية الصماء المتواجدة على مستوى الجهاز الهضمي والبنكرياس بحضور 120 مختصا من أطباء وممثلين عن مخابر جهوية تنشط عبر 10 ولايات ورؤساء المصالح الاستشفائية وتحت إشراف مصلحتي الأورام السرطانية و جراحة القنوات الصفراوية و الكبد .
وفي هذا الشأن أكدت البروفيسور ماموني شفيقة رئيسة مصلحة أمراض الجهاز الهضمي والكبد على مستوى ذات المؤسسة أن أورام الغدد العصبية الصماء التي تستهدف هذه الأعضاء تتطلب تقنيات طبية سريعة التشخيص على رأسها جهاز "بان سكان" pan" scan" الذي يعد من الوسائل المتطورة والحديثة من شأنها تسهيل عملية العلاج واختصار المسافة الطويلة المفروضة على المختص و المريض والتي غالبا ما تكون عائقا حقيقيا أمامهما ، خاصة وأن هذا الداء من الأمراض النادرة و صعبة التشخيص في نفس الوقت ، وان كان علاجها لا يستدعي عند تحديد الضرر حصص الكيماوي والإشعاعي .
هذه النقطة بالذات هي المهمة التي استهدفتها الشبكة في سنة 2015 والتي تشرف عليها خلية تضم مختصين ومخابر من الجهة الغربية ، تعمل بالتنسيق فيما بين المصالح المعنية وتسعى إلى ضبط إحصائيات دقيقة و خطوات علاج متطورة تُعجّل من نسبة الشفاء . واستنادا لدراسات أمريكية أجريت في سنة 2018 تضيف ذات المختصة أن هذا النوع من الأورام التي تصيب الجهاز الهضمي بنسبة 65.8 بالمائة ، قد تبدأ نشاطها السرطاني طيلة 5 سنوات ، دون أن يتمكن الطبيب تحديد وتشخيص الحالة المعروضة عليه وهو النوع الأول من أورام الغدد العصبية الصماء ، وقد تتعدى مدة التكاثر هذه الفترة وتصل إلى غاية ال 10 سنوات . ومن المستوى الأول والثاني ، يظهر النوع الثالث الذي لا يترك للمريض سوى 3 سنوات قبل أن يخل بتوازنه ويدخله مرحلة الاحتضار ، وهي الدراسة التي وقف عليها الخبراء الأمريكيون سنة 2022 ، ما يستدعي حسب ذات البروفيسور توفير درجة عالية من اليقظة بالنسبة للطاقم الطبي لإنقاذ حياة المريض ، أمام ما تقدمه الدولة من إمكانيات مادية وبشرية متخصصة في إطار الإستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان .