يزداد الإقبال على سوق الملابس الجاهزة في الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل ويتصاعد مؤشر التسّوق وبشكل واسع مع اقتراب اختتام المناسبة الدينية بالفضاءات التجارية الكبرى والمحلات المتخصصة لاستكمال ما تبقى من التحضيرات و إتمام أخر محطة من محطات طقوس المجتمع الجزائري واستقبال عيد الفطر المبارك في أبهى حلّة . تعد العائلات الوهرانية عدّتها لانتقاء ما ينقصها من مستلزمات واختيار الأطقم المناسبة لأبنائها ، قبل أن تتفرغ ربّة البيت لنفسها وتجلب تشكيلة الملابس الجديدة التي تجعل منها ملكة بثوبها التقليدي الخاص بالمناسبة باسم "حق الملح" تلك "الشهادة" التي تلتزم بها العائلة تجاهها ، وتعمل على احترام ضوابطها وهي تستعد لتوديع شهر الرحمة واستقبال هلال شوّال . وإن كانت المرأة الوهرانية تواكب التطورات وتحاول باستمرار الامتثال للتغيرات الحاصلة في طريقة إحياء المناسبات الدينية والعائلية فهي تصّر دوما وتطالب باستمرار التقيّد بالعادات المتوارثة التي تكون فيها طرفا رئيسيا في معادلة رد الجميل للجهد المبذول طيلة شهر بأكمله في سبيل التكفل التام بطلبات عائلتها وإعداد مائدة رمضانية تسترجع فيها نسمات اللّمة العائلية على حساب راحتها وصحتها . هذه العادة المتوارثة تجسدها المشاهد المتداولة على الأسواق الشعبية والمحلات التجارية في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم تظفر من خلالها ربّة البيت بنصيبها من ميزانية ملابس العيد التي يقتطعها ربّ العائلة من راتبه الشهري ، وتنال بالمقابل حصتها الكاملة من الشكر و العرفان على طبق مزيّن بألوان "البدعية والجلابة" التي اختارتهما بعد رحلة الصفا والمروة المحجوزة خصيصا لتحقيق مطلبها ، دون أي مساومات أو مفاوضات من الزوج ، على اعتبار أنه مكسب غير قابل للتنازل تفوز به المرأة في أخر المطاف ، وتتسلم فيه جائزة الإبداع والذوق الرفيع بدرجات متفاوتة حسب القدرة الشرائية لكل عائلة كهدية قيّمة لها في شهر الرحمة . هذا الإصرار والإلحاح جسدّته محلات وسط المدينة في لوحات متفاوتة تعكس الإقبال الكبير للربّات البيوت على عروض طاولات وسوق "الاوراس" التي غيرت نشاطها تزامنا مع المناسبة وخصصت مساحاتها لملابس النساء وعبايات الرجال بأشكال وأصناف مختلفة وبعروض استثنائية لتسويق بضاعتها قبل اختتام الموسم وحتى تتمكن حواء من اختيار طونونس عيد 2024 .