جمعية جزائر الخير تنظم دورة لطلبة وطالبات القرأن الكريم :تاريخ المصحف الشريف من العُـسُـبِ إلى الحَــاسُــوب يشد اهتمام المشاركين

وهران
نظم المكتب الولائي لجمعية جزائر الخير بوهران بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام اليوم الجمعة دورة لفائدة طلبة و طالبات الحلقات القرآنية في المساجد و المدارس القــرآنية ومعلِّـمِـي و معلمات القرآن الكريم أطرها فضيلة الشيخ الدكتور فتحي بودفلة الاستاذ بجامعة الجزائر و المتخصِّصُ في الرسم العثماني و صاحب الدورات القرآنية العلمية المركّزة والتي تناولت موضوع تاريخ المصحف الشريف من العُـسُـبِ إلى الحَــاسُــوب وذلك بقاعة سينما المغرب وسط حضور غفير للمشاركين والمشاركات. وشهدت الدورة شرحا كافيا ووافيا لتاريخ المصحف الشريف منذ زمن رسول الله صلى مرورا بمختلف المراحل التاريخية وتطور الكتابة والخطوط والوسائل المستخدمة في حفظ القرأن وصولا إلى الفترة الحالية وعصر الرقمنة والحاسوب. ما جعل القرأن محفوظا في الصدور والمصاحف ومتاحا لكل مسلم. حيث شد حديث الشيخ انظار الحضور الذين تابعوا باهتمام حديثه عن تاريخ المصحف الشريف. "أول مرحلة كانت في زمن رسول الله أين كتب كله دون استثناء وطريقة كتابته كانت وفق طريقتين الاولى في مجلس رسول الله وبعضه خارجه. والذي أعتمد في التاريخ الاسلامي هو ما كتب في مجلس رسول الله وصححه سيد الأنام من خلال ما كان يملي الكاتب عليه. أبو بكر الصديق بعدما جمع المصاحف جمع ما كتب في زمن رسول الله" يقول الدكتور. وفي حديثه لجريدة الجمهورية أوضح الشيخ الدكتور فتحي بودفلة ان هذه الدورة سمحت بالحديث عن دور القراء في فتح مدينة وهران والذين نزلوا بجبل المرجاجو بينما باقي الطلبة نزلوا بمواقع أخرى وكان لهم دور كبير في فتح المدينة وتحرررها من الاحتلال الاسباني . كما تحدث الأستاذ عن مجموعة من أعلام وهران في القرأت القرأنية. "مدينة وهران لها دور في خدمة المصحف الشريف. حيث من أعلام هذه المدينة الذين ساهموا وساعدوا في خدمته اذكر يحي بوعزيز وطالب عبد الرحمن ووالده احمد بن رابح الندرومي الوهراني والذين لهم جهود في خدمة المصحف. كما تحدث الدكتور عن تاريخ المصحف الجزائري. حيث قال: لقد مر بهذه البلاد المصحف العثماني وقل من يعرفه وهو ان عثمان بن عفان ارسل مصحفا الى هذه البلاد على الراجح. ومن أدلة مرور المصحف ان عقبة بن نافع نسخ مصحفه على هذا المصحف في القيروان. إذا كان المصحف العثماني قد ضاع بمنطقة دلس. فإن مصحف عقبة مازال موجودًا. ووجود الفرع دليل على وجود أصله. هناك أيضا المصحف الزياني الموجود في المغرب الاقصى وهو مصحف أبو حمو موسى الثاني واحفاده. كما يوجد أيضا مصحف الامير عبد القادر الذي اخدته فرنسا من أسره وأخر منمنم كان يخرجه في الجهاد. من المصاحف الجزائرية المشهورة أيضا مصحف القندوسي والثعالبية". واسهب الدكتور في حديثه عن تاريخ المصحف الجزائري خاصة مصحف الثعالبية الذي يسمى كذلك بالردوسي حيث أوضح انه إنتشر في كل شمال افريقيا وغربها وهو افضل واعتق مصحف برواية ورش مطبوع. " كان اهل افريقيا إذا تكلموا عن القران قالوا هات الجزائر، خذ الجزائر، حفظت الجزائر, لان هذا المصحف في واجهته مكتوب معلومات الطبعة كسائر المصاحف لكن في خلفيته مكتوب الجزائر. لذلك كان يسمونه الجزائر لشهرته وتداوله وأهميته لكونه دقيق الكتابة" يضيف الدكتور فتحي بودفلة. يذكر ان الدكتور هو أستاذ الدراسات القرأنية تخصصه المصحف الشريف تاريخيه وعلومه من جامعة الجزائر 1 وهو عضو في عدة لجان لتصحيح المصاحف داخل وخارج الوطن وله في خصوص المصحف الشريف ما يفوق 200 مقال ومداخلة. حيث يعمل الأن على إخراج مصحف التجويد لدار النشر "كليك"، والمصحف التوافقي براوية ورش لمدارس النور في تركيا كما يعمل مع لجان في اليمن، السودان، مصر، باكستان والمملكة العربية السعودية. وفي سياق اخر، أوضح الشيخ فضيل بلعظم مسؤول المدارس القرأنية التابعة لمكتب جمعية جزائر الخير بوهران أكد ان هذه الدورة الهامة نظمت بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام بوسط وهران. شاكرا الديوان على وقوفه مع الجمعية. "هذه الدورة مهمة جدا لطلبة وطالبات القرآن في المساجد والمدارس القرانية والزوايا" يقول الشيخ بلعظم. أما السيد يوسف لبيوض رئيس المكتب الولائي للجمعية بوهران فاوضح بأن هذه الدورة العلمية تدخل في اطار التواصل بين النخب والأساتذة والدكاترة مع طلبة العلم والقران الكريم لمدارس الجمعية وطلبة المدارس والفضاءات القرأنية بولاية وهران. "هذه الدورة المتخصصة في موضوع المصحف الشريف من بداية كتابة المصحف وصولا إلى المقرئة الالكترونية. هذا التاريخ يجب أن يدرس من الطلبة واهل العلم" يقول المتحدث في حديثه لجريدة الجمهورية. وأجمع المشاركون والمشاركات خلال الدورة على اهميتها. حيث حصلوا في ختامها على شهادات مشاركة.

يرجى كتابة : تعليقك