الإعلامي مرتضى محمد أحمد عمر : كان للسودان دورا داعما للثورة الجزائرية ضد فرنسا الاستعمارية

الإعلامي مرتضى محمد أحمد عمر : كان للسودان دورا داعما للثورة الجزائرية ضد فرنسا الاستعمارية
الذاكرة
أكد الكاتب و الاعلامي السوداني مرتضى محمد أحمد عمر في تصريح خص به الجمهورية، أن دولة السودان تتعطف مع احتفالات الجزائر الدورية الخاصة بمناسباتها الوطنية ، سواء على المستوى الشعبي أو الحكومي. ففي هذه المناسبة كانت تتضاعف تعبئة وتحسيس الشعب السوداني بالعمل على زيادة الدعم المعنوي والمادي لإخوانهم بالجزائر، وإدانة الاستعمار الفرنسي بكل الطرق والأشكال. فقد لعبت السودان دورًا فاعلًا خاصة مع الدول الإفريقية المجاورة للوقوف بجانب مطالب جبهة التحرير الجزائرية، وكان له تأثير إيجابي على أثيوبيا لاتخاذ موقف لصالح القضية الجزائرية في منظمة الأمم المتحدة. وفي جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر 1960، تحدث ممثل السودان أحمد الصياد مناصرًا للجزائر، وخطب في الجمعية العامة قائلًا:" الحكومة الجزائرية تتصف بالنضج السياسي وتسلك سياسة سليمة، إن حكومتي تُساند طلب الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بإجراء استفتاء تنظمه وتراقبه الأمم المتحدة" . وخلال زيارة فرحات عباس رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة للسودان عام 1959، وجد الوفد الجزائري ترحيبًا خاصًا واستعدادًا كبيرًا لتدعيم حرب التحرير الجزائرية. وخلال هذه الزيارة أكد الرئيس السوداني الجنرال إبراهيم عبود للوفد الجزائري: “رغم أننا ماديًا فقراء، إلا أننا نقوم بواجبنا فوق استطاعتنا”. و أضاف محدثنا أن جبهة التحرير الجزائرية افتتحت مكتبها رسميًا في العاصمة الخرطوم، ونتج عن ذلك أيضًا عقد عدة ندوات لشرح القضية الجزائرية، وسبل دعمها ماديًا ومعنويًا، وكان من أهمها الندوة التي عقدها أحمد توفيق المدني رئيس الوفد الجزائري، وهذا ما دفع من ناحية أخرى إلى بروز دور الطبقة المثقفة السودانية في نصرة القضية الجزائرية جماهيريًا، حيث قام أساتذة وطلبة جامعة الخرطوم بمظاهرات وتجمعات تأييد ونصرة لقضية الشعب الجزائري حتى التحرير. كما توالت دعوات السلطات السودانية الرسمية لجبهة التحرير الوطني، هادفة توعية الجماهير السودانية بالقضية الجزائرية، وكللت الزيارات المتكررة للسودان بزيادة ربط العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين. وأصبحت السودان من بين الدول العربية التي دافعت باستماته عن الثورة الجزائرية، وأصبحت لها من الجرأة السياسية ما جعلها فاعلة عربيًا، حيث اتخذت الحكومة السودانية قرارًا شجاعًا، تمثل في سحب سفيرها من العاصمة الفرنسية باريس جراء السياسة القمعية ضد الشعب الجزائري، وفي الخرطوم وجهت مذكرتي احتجاج شديدتي اللهجة للسفارة الفرنسية، عبّرت فيهما عن استنكارها الكبير للمجازر المرتكبة من طرف الجيش الفرنسي في حق الشعب الجزائري، ومن جهة أخرى طالبت الحكومةَ الفرنسيةَ بوقف تنفيذ أحكام الإعدام المتواصلة ضد الوطنيين الجزائريين، والإسراع في الاعتراف باستقلال الجزائر الكامل. واستمر كفاح حكومة السودان الثورية لأجل استقلال الجزائر، ففي الذكرى السابعة لثورة نوفمبر عام 1961 طالب السيد طلعت فريد عضو المجلس الأعلى للثورة السودانية ديغول بالاعتراف في استقلال الجزائر، وإلا فإن الجزائريين سيفرضون إرادتهم ويجبرونه على الخروج من الجزائر مكللًا بالعار . وأرسلت السودان عن طريق سفيرها بالقاهرة مبلغًا ماليًا حسب طاقتها لجبهة التحرير الجزائرية، وفي عام 1961 كان مؤتمر الاتحاد الدولي للنقابات العربية الذي كان يضم نقابة العمال في مصر والعراق وليبيا واليمن والسودان، وكان يضم أكثر من ستة ملايين منخرط من العمال العرب، وفيه تم اتخاذ قرار هام تضمن التدابير الضرورية واللازمة من مقاطعة البضائع الفرنسية إلى جانب وسائل النقل من بواخر وطائرات. وحدثت هذه الجرأة بعد أن كانت هذه النقابات قد قاطعت البواخر الأمريكية، وقد نجحت المقاطعة، وجاءت بنتائج إيجابية لصالح الثورة الجزائرية. واليوم نعتز كثيرا بالجزائر كدولة شقيقة ناضلت من أجل حريتها و استشهد على أرض الطاهرة مليون و نصف مليون شهيد .

يرجى كتابة : تعليقك