الذكرى الـ 189 للمبايعة الثانية لمؤسس الدولة الجزائرية

الأمير... رجل الوحدة الوطنية

الأمير... رجل الوحدة الوطنية
ثقافة
أكدت أمس الدكتورة دليلة دوادجي رئيسة المجلس العلمي لمؤسسة الأمير عبد القادر أن الذكرى الـ 189 لمبايعة الثانية للأمير عبد القادر المصادفة ليوم 4 فيفري 1833، مناسبة لاستذكار مناقب مؤسس الدولة الجزائرية الذي خاض العديد من المعارك من أجل استقلال تراب الجزائر والدفاع عن الوحدة الوطنية، وفي كل سنة تحتفي الجزائر بذكرى مبايعة الأمير عبد القادر بن محي الدين ، سواء كانت البيعة الأولى التي تمت تحت شجرة الدردار بسهل غريس بمعسكر يوم 27 نوفمبر 1832، والتي أعقبتها البيعة الثانية في 4 فبراير 1833 بمسجد سيدي حسان بنفس المدينة الذي يحمل اليوم إسم مسجد المبايعة، و هذا إثر انعقاد مجلس عام حضرته الوفود من الأعيان وزعماء القبائل والعشائر والمواطنين، وكانت أهم رسالة دافع عنها الأمير منذ تأسيسه لمعالم الدولة الجزائرية الحديثة هي الوحدة الوطنية، مضيفة أن هذه الوحدة التي تستمد قوتها من تمسك الشعب الجزائري بثوابته الوطنية بكل مكوناتها، تبقى خالدة، وهي رسالة يجب على الأجيال المتعاقبة تناقلتها بأمانة وكافحت من أجلها وذلك منذ انطلاق المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية في أول نوفمبر 1954 وتتواصل اليوم في إطار بناء الجزائر الجديدة ، معرجة في حديثها على الميثاق الأول للدولة الجزائرية الحديثة و ضرورة الاحتفال بهذه الذكرى الرمز بالنسبة للشباب خاصة و أن الأمير تم مبايعته وهو شاب يبلغ من العمر 24 سنة وهذا الأمر مهم جدا عند الناشئة والواجب يحتم على الشباب الجزائري والأجيال الصاعدة الإقتداء بالشخصية الفذة للأمير عبد القادر الذي أسس الدولة الجزائرية الحديثة وقاد الكفاح ضد المستعمر وهو لا يزال في ريعان الشباب، مضيفة أن الأمير عبد القادر أسس الدولة الجزائرية الحديثة على أسس ومقومات لا تزال تمثل نبراسا للبناء عليها من أجل مواصلة البناء والتشييد وتعزيز أمن الجزائر و استقرارها و العمل على ازدهارها و رفاهيتها، منوهة بالعلاقة الجيدة التي كانت تجمع الوالد بالابن كون أبيه الشيخ محي الدين كان شيخا للطريقة القادرية وذو مكانة رفيعة بين عامة الناس ومن كبار أعيانهم ، قام الأب بصقل و تكوين ابنه وكانت رحلة الخروج لفريضة الحج أقوى درس في حياة الشاب عبد القادر، من خلاله دربه على نهل العلم من مصادره وغرس فيه الحكمة والقيادة مما جعل والده يرشح في مجلس الشورى للبيعة و القيادة بعدما تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال الأراضي الجزائرية، فكانت له البيعة الأولى و الثانية ، كونه كان يحسن إدارة الحرب ضد فرنسا وتنظيم صفوف جنوده في معارك عديدة في الغرب الجزائري، و باشر فورا بعد تأكيد نفوذه على الغرب الجزائي، في تأسيس الدولة الجزائرية بالمعنى الحديث من خلال رسم الحدود وإقامة جيش حديث وترسيم قوانين الإدارة، وضرب نقود " المحمدية " ، وجمع ضرائب ، و غيرها . وذكر رئيس المؤسسة الدكتور شاميل بوطالب في لقاء علمي سابق، بضرورة ترسيم يوم البيعة الأولى المصادف ليوم 27 نوفمبر المصادف لمبايعة الأمير عبد القادر الحسيني في 27 نوفمبر 1832، كيوم وطني في أجندة الأعياد الوطنية، مبرزا الهدف الرئيسي لمؤسسة الأمير عبد القادر في تعريف الجيل الجديد بعبقرية هذا الرجل الذي حارب فرنسا و لم يستسلم إلى غاية أن أسر غدرا من قبل فرنسا، مؤكدا على المدة التي تجاوزت 17 سنة من الجهاد، والتي خاض فيها الأمير عبد القادر 116 معركة ضدّ 122 جنرالا فرنسيا و16 وزير حرب فرنسي، و5 من أبناء الملك لويس فيليب. وكانت "الزمالة'' المدينة الحاضرة التي استحدثها الأمير، وعاصمة للثقافة بتركيبة متكاملة مع فكرته الجهادية واهتمامه بالعلوم العسكرية، وأتاحت الفرصة لانصهار الروح العصبية والقبلية بين الأعراش، حيث جسدت فكرة الأمير في التعايش والنظام المدني والوحدة الوطنية. وتفطَّن الأمير عبد القادر بصفته قائدا سياسي وعسكري إلى مجموع العوائق التي ستؤثر على نشأة الدولة، ولعل أبرز ما تفطَّن له، هو تفرُّق صف الأمة وشتات رأيها، حيث عمد إلى توحيد الكلمة وزرع الوطنية، وإذكاء الثقافة السياسية لدى مختلف القبائل والعشائر، التي كانت غير متعوِّدة على الانصياع تحت قيادة مركزية تتحكَّم فيها وتسيِّرها، إذ ألفت الاستقلالية في ذلك.

يرجى كتابة : تعليقك