كانت الجلسات الوطنية للفلاحة المنعقدة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون تحت شعار " من أجل أمن غذائي مستدام" ناجحة في رسم الاستراتيجية الوطنية للقطاع على المدى المتوسط ، خاصة وأن الوزير الأول قد أكد خلال كلمته الاختتامية على الأخذ بكل التوصيات لعرضها على مجلس الوزراء قصد تقييمها من طرف رئيس الجمهورية “حتى لا تبقى حبيسة الأدراج” -على حد تعبيره – وقبل ذلك ستناقش أيضا على مستوى اجتماع للحكومة لضمان تنفيذها عمليا مشددا على الوزارة الوصية وضع رزنامة زمنية لاتتجاوز السنة لتطبيق مخرجات الورشات.
هذا وفي اختتام الجلسات استعرض وزير القطاع اهم التفاصيل حول فحوى الجلسات وماستقوم به الوزارة في المستقبل القريب حيث وفيما يتعلق بموضوع استيراد اللحوم الحمراء قبيل الشهر الفضيل اكد انه سيتم الاستيراد فعلا في اقرب الآجال من أجل ضمان تموين السوق الوطنية وتدعيم العرض ضمانا لاستقرار الأثمان وبأسعار تنافسية لتدعيم العرض خلال شهر رمضان، أوضح السيد هني أن الاستيراد مبرمج في "اقرب وقت وقبل حلول شهر رمضان"، مشيرا الى انه سيتم إبرام عقود مع موزعي ونقاط بيع اللحوم من أجل ضمان وفرة المنتوج بأسعار تنافسية.
وأبرز الوزير فيما يتعلق بالعقار الفلاحي إيلاء الأهمية البالغة هذه السنة لإعادة النظر في استغلال العقار الفلاحي عامة، سيما العقار الفلاحي التابع لأملاك الدولة بصفة خاصة وكذا الأراضي الفلاحية غير المستغلة وهو مايتقاطع وتوجيهات رئيس الجمهورية، السيد "عبد المجيد تبون" في ضرورة إيجاد حل نهائي لهذا المشكل وتطهيره من الدخلاء وهو ماباشرت به الوزارة فعليا -حسب الوزير – من خلال الشروع في إحصاء الأراضي الفلاحية والفلاحين الحقيقيين إضافة إلى إحصاء رؤوس المواشي مثمنا ماوصفه بالقرار "التاريخي" التي اتخذه الرئيس تبون والقاضي بتسوية وضعية الفلاحين الذين يستغلون منذ أجيال الاراضي التابعة للأملاك الخاصة للدولة بدون سندات تحت شعار "الأرض لمن يخدمها"، وبالتالي تسهيل استغلال اراضيهم بأريحية ومن ثم الحصول على بطاقة الفلاح والاستفادة من كل التحفيزات والقروض المتاحة لفائدتهم
مفيدا أن هذا يدخل ضمن إطار رقمنة القطاع بعد إحصاء الأراضي الفلاحية من خلال استعمال الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار "درون" ويمكن ذلك أيضا من جرد المساحات المخصصة للشعب الاستراتيجية والمواد ذات الاستهلاك الواسع
والانتقال حاليا نحو عملية جرد شعبة الحليب أما عن إنتاج شعبة الحبوب وتطويرها ذكر 'عبد الحفيظ هني " بمواصلة مرافقة فلاحي الشعبة وتمكينهم من الأسمدة المدعمة بنسبة 50 %.
وكان الوزير قد صرح أن الجلسات الوطنية للفلاحة سترافقها آليات لمتابعة تطبيق التوصيات المنبثقة عن تلك الجلسات وذلك بعد المصادقة عليها من طرف السلطات العليا للبلاد مذكرا أنه تم اشراك كل الفاعلين وممثلي القطاعات المختلفة ضمن المقاربة التشاركية المعتمدة كمنهج عملي لتجسيد البرامج واهداف التنمية المستدامة" لافتا إلى شعار الجلسات للتأكيد على توجه الحكومة نحو اعتماد نظام غذائي اقتصادي مستدام و لتوفير حاجيات السكان والحفاظ في نفس الوقت على الموارد الطبيعية للأجيال القادم مما سمح بتصنيف الجزائر في المرتبة الأولى على المستويين العربي والافريقي في السنوات الثلاث الأخيرة، و من حيث تجسيد أهداف التنمية المستدامة الخاصة بالأمم المتحدة ومن خلال المضي في عملية العصرنة ورقمنة القطاع تم -حسبه - استحداث عدة تطبيقات ومنصات رقمية للقضاء على البيروقراطية واقرار الشفافية مستدلا في ذلك ب رقمنة قائمة الفلاحين على مستوى الغرف الفلاحية الولائيةو تحديث شروط وكيفيات منح الاراضي التابعة للأملاك الخاصة للدولة (الاستصلاح في اطار الامتياز) و احصاء مستغلي الاراضي التابعة للأملاك الخاصة للدولة بدون سندات والانطلاق في عملية تسويتهم خلال فبراير الماضي وانجاز بالموازاة مع ذلك برنامج وطني واسع للكهرباء الفلاحية وبرنامج آخر لتوسيع طاقات التخزين و تعزيز وتوسيع انظمة السقي المقتصدة للمياه وتوسيع المساحات المسقية إضافة إلى ذلك انجاز برنامج وطني لتأهيل و توسيع السد الاخضر وآخر يتعلق بتطوير الاشجار المثمرة المقاومة مع الشروع في برنامج خاص لتطوير شجرة الارغان.
