دق الأحد الأطباء المجتمعون بساحة عيسى مسعودي بمحاذاة مقر مديرية الصحة بمناسبة انطلاق فعاليات الأسبوع الوطني للوقاية الذي سيمتد إلى غاية 11 من هذا الشهر ناقوس الخطر حول الاستعمال المفرط للأجهزة الذكية والهواتف النقالة التي انعكس استخدامها سلبا على الصحة العقلية للأطفال الصغار قبل الكبار ، الأمر الذي استوجب تدخل جميع الفاعلين للحفاظ على الصحة العقلية لجيل المستقبل . وفي هذا الصدد أكد الدكتور عماني مولاي رئيس مصلحة الأمراض العقلية بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب بسيدي البشير "بلاطو سابقا" أن التطور العلمي الحاصل ببلدان دول العالم سهل علينا الحياة خاصة في استخدام الاجهزة المتطورة على غرار الهواتف النقالة وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة ، إلا أن هذا التطور أصبح اليوم له تأثير سلبي من خلال الإفراط على غرار الهواتف النقالة والأجهزة الذكية مما جعل أطفالنا عرضة لأمراض صحية خطيرة موضحا أنه وبحسب تشخيص بعض الحالات فقد تبين أن الإفراط الكبير في استخدام هذه الأجهزة قد يؤدي إلى الاكتئاب والبكاء الشديد والتوتر والعزلة الشبيهة بمرض التوحد وغيرها من الأمراض التي تضر بصحة الطفل موضحا أن الأمر خطير جدا ولابد من تداركه باتخاذ تدابير وإجراءات خاصة منها مراقبة الطفل وعدم الانشغال عنه بأمور أخرى فعلى الولي أن يمنح له حيزا من وقته مع فتح الحوار بينه وبين طفله وترك له مساحة كبيرة للعب مع الأطفال في سنه حتى يسهل عليه الاندماج الاجتماعي الذي له أهمية كبيرة في بناء شخصية الطفل. أما الدكتورة بلعيدي فتيحة منسقة الصحة المدرسية فقد أشارت أن جميع الدراسات تشير إلى خطورة استخدام الهواتف النقالة والأجهزة الذكية لأنها تؤثر على شخصية الطفل بالدرجة الأولى وعليه وجب على الأولياء الحرص على أبنائهم من استخدام هذه الأجهزة التي تضر قبل أن تنفع صاحبها ،مشيرة إلى أن الدراسات التي أعدت من قبل الأطباء أظهرت خطورة استخدام هذه الأجهزة بكل أنواعها وعليه قد أوصت الأولياء باتباع عدد من الخطوات التي تجدها مناسبة لبناء شخصية الطفل منها لا هواتف نقالة قبل 3 سنوات و لا ألعاب فيديو قبل 6 سنوات لا أنترنت دون سن 9 سنوات ولا شبكات تواصل اجتماعي قبل سن 12 سنة وحسبها فإن خطورة استخدام هذه الأجهزة تكمن أساسا في عدم التركيز و العزلة وغيرها من السلوكيات غير الطبيعية التي قد يتسم بها الطفل وتؤثر سلبا على نموه الطبيعي
وبالموازاة فقد دعا الدكتور بلحول أمين من مصلحة الطب الوقائي بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر الأولياء بالحرص على سلامة صحة أبنائهم من خطورة استخدام هذه الأجهزة الذكية والهواتف النقالة ،مؤكدا على المراقبة الأبوية سيما في تحديد ساعات إبحار الطفل في هذه الأجهزة الذكية وعدم الجلوس طويلا أمامها مع ضرورة حجب المواقع غير المرغوب فيها وحسبه فإن التكثيف من تنظيم الحملات التحسيسية بالمؤسسات التربوية للأطوار الثلاثة كفيلة أيضا بإنقاذ الطفل من هذا الخطر الافتراضي.