كلما اقترب شهر رمضان الكريم ، إلا وغزت روائح التوابل والبهارات محلات وأسواق مدينة مستغانم وأخذت بذلك قدر من الأهمية وسط المجتمع المستغانمي عموما و الفئة النسوية على وجه الخصوص ، حيث يلاحظ وعلى مدار شهر شعبان تهافت النسوة على مختلف مستوياتهم العلمية ومكانتهم الإجتماعية على محلات التوابل والبهارات خاصة في الأحياء العتيقة كتيجديت ، بايموت ، العرصا ... لشراء الأعشاب المعطرة بمختلف أنواعها في مقدمتها الفلفل الأسود ، الحلو، الحراق ، القرفة ، القرنفل ، الكمون ، الزنجبيل ، الزعفران ... وهذا لما تقدمه هذه الأخيرة من خدمة في تزيين الأطباق والأكلات الشعبية الجزائرية خلال الشهر الفضيل و ترفع من شهيتها ، لإقتناء هذه التوابل والبهارات تنظم النسوة رحلات و خرجات استجمام تستغل لإقتناء البهارات والتوابل من أسواق المدينة الجديدة بوهران ومغنية بولاية تلمسان وهذا بالرغم من أن هذه الأخيرة عرفت هذه السنة ارتفاعا محسوسا في أسعارها مقارنة بالسنوات الماضية ، حيث أرجع العارفون بهذا السوق { سوق التوابل والبهارات } أن ثمنها تضاعف في وقت وجيز بسبب أزمة وباء كورونا من جهة واستيراد جزء هام منها من البلدان الآسيوية وأمريكا اللاتينية من جهة أخرى . "الجمهورية اونلاين" أخذت انطباعات السيدة بن جربو إلهام بائعة التوابل التي أشارت أنه وبالرغم من عملها بهذه التجارة منذ مدة قصيرة إلا أنها تعلمت الكثير من الأشياء في مقدمتها أسماء للأعشاب بمختلف أنواعها وأهميتها في حياة الإنسان وكيفية استعمالها ، حيث أنه وكما يعلم الجميع واصلت تقول أن هذه التوابل ليس لها فوائد غذائية فقط وإنما لها فوائد علاجية كذلك فمثلا عشبة "القطف المالح" يصلح لمعالجة "الخرجات les kystes/ " وكذا عشب "القراص" الذي يصلح لمعالج البرودة ، "البرداقوش" له أهمية بالغة في التقليل من الدهون والشحوم المترسبة في الجسم محدثنا ما يسمى بالكوليستيرول ... هذه الأعشاب واصلت تقول أغلبها لا تنتج في الجزائر رغم هذا تعد ضرورية بالنسبة للأسر الجزائرية ، حيث يكثر عليها الطلب خلال شهر رمضان الكريم ، أتمنى في النهاية أن هذه التوابل والبهارات يتم إنتاجها في الجزائر حتى نحقق الإكتفاء الذاتي في هذا المجال. أما طالب بن دياب مليكة { موظفة } فقد أشارت أن التوابل هذه السنة متوفرة وبكثرة ، ضف أن هناك توابل لم نكن نعرفها من قبل ، بخصوص الأسعار ترى بأنها في متناول الجميع وكل من يقتنيها يكون حسب استهلاكه والنكهة التي يرغب فيها ، هنا بمستغانم عائلات تقول السيدة تفضل شراء توابل طازجة ، طبيعية وغير مخزنة كزريعة البسباس وفلفل لكحل ... حيث يقومون بطحنها ، تجفيفها وتنظيفها من الشوائب قبل استعمالها ، كما أن هناك أسر مستغانمية تحضر بنفسها رأس الحانوت ، حيث تقتني كل الأعشاب الطازجة وتتعامل معها كون مدينة بمستغانم معروفة بأطباقها التقليدية التي تستعمل فيها البهارات كالطعام بالمعمر ، القوارط ، البركوكس ... وهي أطباق تحمل نكهات خاصة ، صحيح أن سعرها ارتفع هذه السنة بنسبة كبيرة رغم هذا لا يمكن للمواطن المستغانمي التخلي عنها . أما عيسى فيزة { موظفة } ترى بأن ساكنة مستغانم تستهلك البهارات والتوابل على مدار السنة ، لكن في شهر رمضان الكريم ترتفع نسبة استهلاكها والإعتماد عليها لتزيين الأطباق والرفع من نكهتها ، هذه التوابل واصلت تقول عرفت تطور ملحوظ خلال السنوات الأخيرة سواء من حيث النوعية أو ثقافة التعامل معها ، حيث دخلت بهارات جديدة أضيفت للبهارات التقليدية المعروفة عند الأسر الجزائرية والمستغانمية خصوصا كاستعمال لحرور ، رأس الحانوت ، الكمون ، سكنجبير ... فمن بين البهارات الجديدة ذكرت توابل خاصة بالسمك ، الدجاج ، البطاطا المقلية ، الغراتين ... مؤخرا اكتشفت في إحدى المعارض بهارات خاصة بالأجبان ، أما بخصوص الخلطة فقد لاحظت أن كل محل أو بائع للتوابل له خلطته الخاصة لتكوين رأس الحانون ...