كسرت المرأة الجزائرية كل الحواجز والعوائق التي تقف أمام طموحها واندفاعها نحو البناء والتشييد وخرجت من قوقعة الروتين والنشاط التقليدي وتجاوزت دائرة الانكماش والحدود المرسومة التي لا تتعدى محور الوظيفة لتحقيق الرزق وإعالة عائلتها .
من باب المناصفة وتبوء المناصب التي نص عليها التعديل الدستوري الأخير والذي أقر مبدأ التناصف بين النساء والرجال انطلقت رحلة التحدي وترقية حقوق ومكتسبات المرأة الجزائرية على غرار نظيراتها في الوطن العربي وبدأت تشق طريقها وتشارك في الإقلاع الاقتصادي بما فيها المجالات المتعلقة بالتكنولوجيا والبحث العلمي والتقنيات الفضائية عالية الدقة تماشيا و إصلاحات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون .
وسعيا لإبراز مكتسبات المرأة الجزائرية وتحفيزها على ولوج عالم الإبداع والابتكار، فقد أعلن رئيس الجمهورية خلال حفل 8 مارس من سنة 2020 عن إنشاء جائزة الإبداع عرفانا لمجهودات حواء وانجازاتها المتواصلة لبناء الجزائر الجديدة بعدما اتبثت وبجدارة دورها الريادي كشريك فعال للنهوض بالمشروع الإصلاحي في مجالاته المتعددة .
من التربية والتعليم ثم القضاء والبرلمان إلى البحث العلمي والمقاولاتية والمؤسسات الناشئة ،وكأنها تحاول بكل طاقاتها استنزاف إمكانياتها ومؤهلاتها وبلورتها على شكل مشاريع مستقبلية هادفة وفعالة تساهم بدورها وبنسبة كبيرة في سياسة الدولة البناءة ، وحتى المرأة الماكثة في البيت انخرطت هي الأخرى في صفوف التغيير والإنتاج حسب التقارير الأخيرة التي أكدت أن 64 بالمائة من المشاريع المصغرة منحت للنساء وهو ما يبرز اهتمام هذه الشريحة ببرامج المسطرة من قبل وكالة القرض المصغر .
وعند الحديث عن الدور الريادي للمرأة الجزائرية ،نقف عند نماذج عديدة في الإبداع والابتكار برزت وبقوة داخل الوطن وخارجه وصنعت اسما لامعا في سماء النجومية ،اخترقت به أسوار الغرب المغلقة بمنتوجها الثقيل الذي ساهم في رفع راية الجزائر وإسماع صوتها.
ففي سنة 2020 فازت الباحثة حسينة موري بمنصب رئيس الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية بعد التصويت عليها لتفتك أول إمراة افريقية تتقلد هذا المنصب ، نفس الشيء لحليمة بن بوزة التي تعد من ابرز الباحثات في عالم الأورام السرطانية ،دون أن ننسى ياسمين بلقايد التي اختارت عالم المناعة لتصبح من أكبر الباحثين في الأمراض المعدية في إقليميا ودوليا