الشيخ الدكتور عبد الحميد كرومي أستاذ التعليم العالي بجامعة أدرار تخصص علوم إسلامية وإمام مسجد

ردع شبكات المخدرات تكون بالقوانين المستخلصة من روح نصوص الشريعة

ردع شبكات المخدرات تكون بالقوانين المستخلصة من روح نصوص الشريعة
مجتمع
تشهد آفة تعاطي المخدرات انتشارا واسعا في مختلف الفئات العمرية وأفراد المجتمع وعليه تسعى جميع أطياف المجتمع الجزائري على رأسهم الدولة مجندة كل مصالحها وإداراتها من أجل محاربة هذه الظاهرة وفي مقدمتها مديريات الشؤون الدينية من خلال توظيف مساجدها والنطق بحال لسان الأئمة وتنشيط ندوات وحملات تحسيسية للتوعية لتجنب الوقوع في هذا الخطر ، ولمعلومات أكثر حول مدى خطورة الأمر بعين الدين الإسلامي اتصلنا بالشيخ الدكتور عبد الحميد كرومي أستاذ التعليم العالي بجامعة أدرار تخصص علوم إسلامية وإمام مسجد (صاحب الكرسي العلمي للتفسير في مسجد عمرو بن العاص، ومدرس بمسجد النور بولاية أدرار) مشرف المدرسة القرآنية وهي "مدرسة الرَّيْحان للعلوم الشرعية" والذي يقول : "إن الشريعة الإسلامية جاءت للمحافظة على أرواح الناس، عقولهم وأموالهم، وقد قال تعالى: ( ولا تقتلوا أنفسكم)، فاعتبر التعدي على أي نفس هو بمثابة التعدي على النفس وقال: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم)، مع أنها أموالهم في الحقيقة، لكن لمّا مُكِّن منها السفيه بالتصرف، كان ذلك بمثابة الاعتداء على مال الناس عموما بالضياع والفساد، وقال (ولقد كرمنا بني آدم)..ولم يُكرَّم إلا بعقله.. ولذلك فكل ما فيه تعدٍّ على الأنفس والأرواح، أو يضيّع العقول أو يهدر الأموال، فقد أتت الشريعة لمحاربته، بل وجعلت له عقوبة صارمة له، تعرف بالحدود الشرعية..، ولا يصلُ الأمر إلى درجة إعداد عقوبة مقدرة شرعاً له إلا لخطورته وضرره اللاحق على عموم الناس في أرواحهم وعقولهم وأموالهم ..وغيرها، ومن المعلوم بأن هذه المخدرات ومثلها أيضا الأقراص المهلوسة -إن لم تكن أخطر منها-، والتي لا يكاد ينتهي الإعلان عن ضبط بعض المجموعات في كل نشرات أخبار اليوم، لا شك أنها قد حوت السوآتِ كلها؛ فهي أكبر سبب لتضييع وتغييب العقول، خاصة عقول الشباب..، كما أنها هي السبب الرئيس في إهدار الأموال والاعتداء عليها..، والتقارير الأمنية والاجتماعية ناطقة بهذا، بدءاً بالأموال الموجهة للمتاجرة بهذه السموم..وانتهاءً بحوادث المرور المروعة والتي يذهب ضحيتَها أرواح وتتسبب في إتلاف سيارات باهظة الثمن، وخلف الكثير من هذا.. عقولٌ مغيّبة!! والذي يلزم هو أن يكون هناك ردعٌ وزجر لكلّ من تسوّل له نفسه بأن يروّج هذه المهلوسات والمخدرات والتي أضحت تهديدا خطيرا، يطال الأسر والأفراد على حدّ السواء، بل إن ضحاياه حتى من أبنائنا الصغار في مدارسهم، فضلا عن الشباب والشابات... وما لم تقم الجهات الوصية والمعنية بتفعيل القوانين الخاصة بذلك، فإن هذه الشبكات الإجرامية لن تنتهي عن بثّ سمومها في كل أوصال المجتمع.. ولن يردع هؤلاء إلا قوة القانون، والذي يسهر على تنفيذه الجهات الأمنية...، وإن كثيرا من تلك القوانين في الحقيقة مستلّة من روح نصوص الشريعة..، وقد قال عثمان بن عفان "رضي الله عنه " : "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".

يرجى كتابة : تعليقك