بمناسبة يوم النصر المصادف ليوم 19 مارس 1962 ، عرضت "جمعية بن محمد محمد للمسرح" بقاعة ريما بدار الثقافة ولد عبدالرحمان كاكي مسرحية "أحرار الظهرة" ، شارك في هذه المسرحية 33 فنانا تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 68 سنة ، افتتح شاعر الوطنية عبدالقادر عرابي الذي كان مرفوقا بمايسترو الناي شيخ محمد السهرة بتقديم أوصال شعرية تمجد المجاهدين والشعراء وتمقت الإستعمار والخونة ، بعدها جاء دور مسرحية "أحرار الظهرة" التي أخرجها محمد عبدالقادر ، كتب نصها عدالة عبدالقادر أما الكوريغرافيا فكانت من إنجاز رياض بوروال ، تروي المسرحية المسار النضالي للشهيد برجي عمر الذي ولد سنة 1927 في أسرة فقيرة بقرية أولاد الحاج بمنطقة الظهرة شرق مدينة مستغانم ، في صباه التحق بالمدرسة القرآنية بذات الدوار ، في شبابه التحق بالحركة الوطنية ، عاش أحداث 8 ماي 1945 التي راح ضحيتها 45 ألف شهيد بعد انتهاء الحرب العالمية وانتصار الحلفاء على النازية كانت الجزائر لا زالت تعيش تحت رحمة الاستعمار والاقطاعيين منذ 1830 ، كما استحلت شريحة من المجتمع العيش تحت رحمة المستدمر وتشجيع البدع والخرافات ولعب دورها في تنويم المواطنين ، خلال هذه الفترة أظهر برجي عمر نشاطا ووعيا متميزا جعله يحظى باحترام وتقدير مسؤوليه السياسيين فأصبح في وقت وجيز مسؤولا جهويا في حزب الشعب الجزائري الذي انضم اليه في أربعينيات القرن الماضي ، قبيل أزمة حركة انتصار الحريات الديمقراطية شارك هذا الأخير في الانتخابات البلدية لسنة 1947 ونقل نشاطه العلني من منطقة الظهرة إلى حوض مينا بغليزان ولاسيما ببلدية يلل حاليا التي كانت وقتها جزءا من إقليم دائرة مستغانم ، ولأن نشاطه كان علنيا ومكشوفا أزعج الإدارة الفرنسية فوجد نفسه ملاحقا ودفعته المضايقات إلى العمل السري والالتحاق في 1948 بالمنظمة الخاصة فعاد إلى منطقة الظهرة وكان حلقة الوصل بين كاسان (سيدي علي حاليا) ومستغانم ووهران رفقة مناضلين آخرين ، كان برجي عمر العنصر البارز بالمنطقة وقطبا من أقطاب العمل السري وبدأ رفقة عضو مجموعة ال 22 التاريخية الشهيد بن عبد المالك رمضان في إعداد الأفواج المسلحة التي ستطلق الشرارة الأولى للثورة التحريرية بكاسان (سيدي علي حاليا) و ويليس و بوسكي (حجاج حاليا)، كما توقعت مجموعة ال 22 التاريخية وقيادة منطقة وهران كانت منطقة الظهرة جاهزة للعمل المسلح في الساعة الأولى للثورة التحريرية وقد عقدت في صيف 1954 ثلاثة اجتماعات لتكوين الأفواج المسلحة وتحضيرها للعمل الثوري وتحديد الأهداف الحيوية ، خلال كل هذه المراحل كان الشهيد برجي عمر جزءا أساسيا من العمل وضمن الحلقة الصغرى للقيادة التي تضم كذلك الشهيدين العربي بن مهيدي (قائد منطقة وهران) وبن عبد المالك رمضان (قائد الظهرة) ، في ليلة الفاتح نوفمبر 1954 قاد برجي عمر المجموعة التي استهدفت مواقع للمستعمر الفرنسي وبقي بعين المكان يراقب الأوضاع ويترقب رفقة ابن أخيه الشهيد برجي قدور ، وبعد ساعات من العمليات التي أودت بحياة أحد المعمرين الفرنسيين، أصبح كل المناضلين مستهدفين من طرف القوات الاستعمارية وعملت على ملاحقتهم والقبض عليهم فسقط في ميدان الشرف قائد المنطقة سي عبد الله (بن عبد المالك رمضان) يوم 4 نوفمبر 1954 ، وفي يوم 22 ديسمبر 1954 أي 62 يوم من اندلاع الثورة التحريرية يستشهد جبلي عمر وابن أخيه قدور في ساحة الشرف بمنطقة سيدي لخضر شرق مدينة مستغانم . العرض المسرحي "أحرار الظهرة" تجاوب معه الحضور قوة .