لايختلف اثنان حول أهمية العمل الخيري والتطوعي في المجتمع ، خاصة إذا كان هذا العمل يختص بفئة معينة كذوي الإحتياجات الخاصة والفقراء والأيتام ، حيث يعتبر هذا العمل ذا أهمية بالغة ويساهم في ترميم اخفاقات الحياة وصعوباتها ، مع اقتراب شهر رمضان ، ولكن هذه الجهود والالتفاتات الجميلة تحتاج إلى إبراز لجملة من الاسباب يأتي في مقدمتها زرع ثقافة العمل الخيري في المجتمع ، حتى يصبح هدف وقضية لكل فرد من عائلاتنا صغارا وكبارا، ومن ناحية اخرى يأتي ابراز العمل الخيري في وسائل الإعلام على اختلاف انواعها التقليدية والحديثة حفاظا على بنية المجتمع وتماسكه ، ويمكن انتشار المعلومة في الحدث نفسه من اظهار محتاجين جدد ، أحرجتهم العفة والحياء من مد اليد .
ناهيك على أن الإعلام الخيري بالخصوص يمثل موردا ماليا جديدا للجمعيات الناشطة في هذا المجال ، سواء من خلال دعوة الرعاة وفاعلي الخير للمساهمة ورعاية بعض الحالات .
ولكن الإعلام الخيري " حساس جدا " وهو ليس كباقي التخصصات الأخرى التي ينبثق منها الإعلام عموما ، فهناك من يرفض الأضواء أو تحرجه ، سواء كان داعما أو محتاجا ، خاصة هذا الأخير حيث وجب توخي الحذر في التعاطي مع هكذا حالات باستخدام الصور، او ابراز وضعيات معينة بسبب الفاقة او المرض ، حيث ينبه اهل الاختصاص الى هذه الزاوية وحساسيتها المفرطة التي قد تقلب جهد فريق كامل الى نقيضه ، حيث يمكن ابراز جهد الخيرين والفاعلين في العمل الخيري بطرق اخرى احسن وأجود ، دون انتهاك الخصوصية ودون احراج .
وان كان ولابد من ابراز ما ، فليس بالضرورة ابراز اليتيم او الفقير في وضعية سيئة لاستعطاف الناس ، فيمكن بلوغ الهدف بأية ..بكلمة ..برسمة وحتى بلمسة وليس بالضرورة التنقل للبيوت وكشف الوجوه والتحدث إليهم أمام الكاميرا