"مايدة "اللذة والبساطة

"مايدة "اللذة والبساطة
الحدث
انتهى زمن البساطة والأكل الصحي ذي القيمة غذائية المرتفعة ولم يعد ل "بريق" القهوة بالعود والطبخ التقليدي الأصيل الخالي من أي إضافات ومحسنات مكانا في مائدة رمضان لموسم 2023 واحتجب كرها طاجين الخضر والزبيب والسفرجل و بهارات و"حشيش" سنوات السبعينيات من القرن الماضي لأكثر من 5 عقود وشمعّت أفران مخابز الحي التي كانت تفتح أبوابها في ذلك العهد خصيصا لاستقبال "سنيوة" خبز الدار المزين بصفار البيض والجنجلان الذي كانت تعكف على تحضيره الجدات يوميا طيبة الشهر الفضيل وتفضل ان تضفي لمستها الخاصة . لم تصمد "مايدة" سنوات السبعينيات والثمانينات طويلا أمام توغل الطاكوس وكرواسون التونة و غراتان فومي والشورما ورولي اللحم المفروم بالجبن وأطباق أخرى دخيلة على عاداتنا والتي اقتحمت المطبخ الجزائري بقوة ولم تفسح المجال للقديم الأصلي الممزوج بنكهة الجدات والمركب من مواد طبيعية لا تقبل المصنّع والمصبّر . فقدت مائدة رمضان تلك الخصوصية البسيطة التي كانت تفنن في إعدادها ربة البيت رغم محدودية المواد المستعملة وتحاول إعداد طبق صحي متوازن ، حتى وإن كانت تلك الأطباق تكاد تعد على الأصابع ولا تخرج عن المألوف كالمعقودة والفلفل وطاجين خضر الموسم والحلو والحريرة بالطبع . واليوم ومع توغل مودة الجديد وظهور أكلات عصرية بألوان وأنواع متباينة لم يبق من القائمة المعروفة سوى القليل تسعين به حواء ناذرا وفي حالات استثنائية ، عندما تعجز عن إعداد وجبة متكاملة وتتراجع ميزانية الشهر ، وفي هذه الحالة لا تجد ربة البيت حلا أو سبيلا أخرا سوى الاستعانة بالقائمة الاحتياطية غير المرغوب فيها وسد فراغ التنوع والتفنن واللذة المفقودة فتتسلل نكهة الزمن الجميل من جديد في ركن صغير جدا لا يتعدى طبق المعقودة أو الفلفل .

يرجى كتابة : تعليقك