الجار قبل الدار

الجار قبل الدار
رمضانيات
الجار قبل الدار كثيرا ما رددها أباؤنا وأجدادنا وحرصوا على ترسيخها كعرف لا يتجزأ عن ضوابط المجتمع الجزائري وعملوا على تلقينها للأجيال الناشئة كمبدأ من مبادئ التربية الصحيحة الخالية من الشوائب والتي يلتزم بها الأبناء ويحترمون حدودها في علاقتهم مع محيطهم الخارجي . ومن الروابط التي حث عليها ديننا الحنيف تجليل الجار والإحسان إليه والرفق به ومساعدته وإكرامه والسهر على راحته ومشاركته أحزانه وأفراحه في حياته اليومية ولم يكتف عند حق واحد يرفع من خلالها منزلته إلى أعلى درجة ، بل حددها في ثلاث مراتب أساسية ترسم وتبرز عظمة مكانة الجار في الإسلام . وظل المجتمع الجزائري يتقيد بمثل هذه الضوابط ويعمل على تجسيدها على شكل صور جميلة ترسم أجمل معاني الوقار والمهابة والحرمة في معاملاته مع الآخرين ، من خلال أواصر المحبة التي شيدها مع جيرانه في السراء والضراء وفي المناسبات الدينية والأعياد الوطنية . ولعم أهم ما ميز رمضان زمان ويوميات الأسرة الجزائرية مظاهر التآزر والتضامن مع جيرانها بعدما جمعتهم هذه العلاقة القوية في مكان واحد وسور واحد لا يتعدى جدران حوش الجوارين ولا يتجاوز الحجرات الضيقة و"السقيفة " التي اكتنزت بدورها الاحترام المتبادل والحشمة والوقار في معالم مقيدة بشرطي السن و الدرجة الرفيعة . وبغض النظر عن تبادل الأطباق في الشهر الفضيل ، كانت العائلات الجزائرية تضبط برنامجا خاصا بالضيف الكريم بزيارات منظمة ودورية لكل جار فتلتزم الأسرة المستقبلة بتحضير ما لذ وطاب من الحلويات التقليدية للسهرة وفي اليوم الموالي تنتقل المجموعة إلى المسكن الثاني وهكذا دواليك حتى تختم القائمة . ومع مرور السنين والمواسم انحلت هذه الميزات وأصبح الجار محل سب شتم الآخرين بمجرد إعتراضه على تصرف غير أخلاقي أو تدخله لفرض الهدود في الحي .

يرجى كتابة : تعليقك