يحيي سنويا سكان البيض خصوصا وكل الجزائريين على وجه العموم ليلة الـ 15 من شهر رمضان الكريم او بما تسمى محليا بليلة "الفضيلة" او "النصفية" بعد قضاء نصف شهر الصيام في اجواء روحانية والتفرغ للعبادة حيث تقوم العائلات في هذه الليلة المباركة بتنظيم احتفالات بنوع اخر وفق عاداتها وتقاليدها الراسخة منذ قرون وتقدم وتحضر فيها اشهى الاطباق الشعبية والحلويات المشهورة على غرار الذبائح بالنسبة للعائلات ميسورة الدخل لتحضير المأكولات من اطباق الكسكس بلحوم الخرفان وتناول في السهرات ألذ اطباق الحلويات كالرفيس و"زريزا" و"المسفوف" الممزوج بالزبيب وسمن الغنم بالرغم من غلاء ثمنه بالاسواق والمحلات حيث يفوق سعره في الوقت الحالي اكثر من 5000دج للكلغ الواحد ولا تستغني عنه العائلات نظرا لاهميته في تحضير شتى الاطباق ، وكذلك لاتغيب صينية الشاي في الجلسات العائلية لارتشاف الشاي بالنعناع المحلي والمكسرات ومن اهم ما يصنع الحدث في هذه الليلة المباركة توطيد العلاقات الاجتماعية من خلال تبادل الزيارات بين العائلات صلة للرحم خصوصا ترسيخ مظاهر التلاقي بين الاقارب والاهل والجيران ويتبادلون اطراف الحديث عن عظمة الصوم وبركة الشهر لكونها فرصة لإلتئام الشمل بين الناس بهذا الشهر الفضيل ومن العادات التي لاتزال راسخة قيام الكثير من السكان بذبح شاة من الخرفان او النعاج حسب ظروفهم المادية ويوزعون جزء منها على الجيران والعائلات المعوزة كما يحضر الجزء الاخر من اللحوم المتبقية بعد طهيها في اجفان من الكسكسي والمشروبات وتقدم كصدقات لعابري السبيل واهل المنطقة وكذلك تقوم ربات البيوت في هذه الليلة بالتفنن في تحضير موائد الافطار متميزة تختلف عن المواعد العادية من الشهر أي تتميز بالاطباق احتفاء بهذا الموعد الديني الذي تنتظره عامة العائلات الجزائرية والامة الاسلامية قاطبة وفي هذا الصدد قال الكثير من المواطنين لاسيما كبار السن بانهم لا يفوتون الفرصة للاحتفال بهذه الليلة للمساهمة في التئام شمل الجيران وافراد العائلات لترسيخ مظاهر التآخي والمودة بين المواطنين ويتخلل الموعد تلاوة القران الكريم والصلوات بالمساجد والاستماع لدروس وتكريم حفظة كتاب الله وتنظيم عملية ختان الاطفال وتوزيع الصدقات وبالمناسبة تحرص العائلات البيضية لجمع الابناء المتزوجين في "الدار الكبيرة" كما هو معروف بالمنطقة في اجواء احتفالية ويتناولون افطارا جماعيا حول مائدة كبيرة ويلتف الكبير والصغير لتعزيز الروابط الاسرية في هذا الشهر الفضيل والاهم من ذلك تشجع العائلات الاطفال بالصوم لحثهم على الصبر وتحمل مشقة الصيام والمواظبة على هذه الشعائر الدينية وكذلك لسكان البدو الرحل في اقصى الارياف لهم طريقتهم وعاداتهم في الاحتفال بهذه الليلة المميزة التي لها طعم اخر نظرا لما يحضرونه من الاطباق بطرق تقليدية على الجمر بعيدا عن والوسائل الحديثة للطهي ولا يزال سكان ولاية البيض يتشبثون بعاداتهم وتقاليدهم واصالتهم في احياء المناسبات الدينية بالرغم من العصرنة والحداثة وتاثيراتهما لاسيما في الشهر الفضيل .
