فتحت العطلة شهية العائلات الجزائرية ودفعتها لتنظيم رحلات استجمامية منظمة والإفطار على بساط طبيعي ذهبي اللون في جو لا يخلو من المتعة والفرجة الاستثنائية بعيدا عن روتين البيت وصوت جهاز التلفزيون ومشقة ترتيب المائدة .
من الوجهة المطلة على البحر الأبيض المتوسط اختارت عائلات طريقا وطلّة مغايرة تكسر بها المألوف وتخرج عن يوميات الصائم العادية وخصوصا في هذه المناسبة الدينية وتستحضر من خلالها لمّة الأقارب والأحباب التي بدأت تنسحب تدريجيا من سجل عادات وطقوس المجتمع الجزائري وتقضي على كل المظاهر السلبية التي تفسد نكهة رمضان .
الطلّة الجديدة التي طبعت موسم 2023 هذه المرة وهلت على الساحة المحلية روجت لها جمعيات ونوادي سياسية بشكل منظم شباب يعشق التميز والاستثناء ويهوى الطبيعة والجمال ، تنظيمات جعلت من التغيير شعارها ومن الترويج للسياحة الشاطئية بصمتها فوضعت صوب اعينها تقديم خدمة راقية تطفي البهجة والسرور على قلوب زائنها .
فعلى خلاف المواسم الفارطة طغى على هذا النوع من الخدمات الجانب التنظيمي عن طريق صفحات في الفضاء الأزرق فتحتها تلك النوادي والجمعيات حددت فيها الشروط والخطوات اللازمة للتسجيل في الخرجة السياحية من ضبط موعد ومكان انطلاق الجولة والثمن و المستلزمات التي يحتاجها الزائر، أو العائلة قبل الانتقال إلى المكان المحدد.
والجميل في مثل هذه المبادرات أن هذه التنظيمات عززت وجودها ووسعت نشاطها عبر مختلف ولايات الجهة الغربية والوسط وعممته لتمكين سكان هذه المناطق وبالاخص الولايات الداخلية من الاستفادة من الخرجات الاستجمامية في هذا الشهر الفضيل وراحت تخصص حافلات لنقل المسافرين من معكسر والشلف وتيارت للإفطار على شاطئ البحر بأسعار مضبوطة بداية من 1400 دج فما فوق حسب المكان والمسافة المقطوعة .
وحتى تسمح لكل المولعين بجمال الطبيعة والإفطار على أمواج البحر فقد برمجت زيارات تنطلق من الثانية زولا نحو شواطئ ولاية وهران لتعود بعد الثانية صباحا من اليوم الموالي في ظروف جيدة تجعل من الخرجة موعدا لا ينسى ، لا سيما بالنسبة
للأطفال .
وما يجعل من الزيارات المنظمة مميزة الجو العائلي الذي يلازمها من بداية الرحلة إلى غاية الوصول إلى الشاطئ حيث يبدأ الصائمون في تحضير مائدة إفطار جماعية ضخمة بألوان وأشكال تبرز الطابع الخاص بالمناسبة من مصابيح الإنارة التي يساوي عددها عدد الوافدين وضعت ورتبت بشكل هندسي فريد على محيط المائدة بلمسة تنسجم في اللوحة الطبيعية التي رسمها الإفطار على غروب الشمس ويبقى هذا الجو المفعم بالحيوية والنشاط يرسم منظرا مغريا يجعل من القائمة مفتوحة على مدار 20يوما المتبقية من الضيف العزيز .