أحيت الأربعاء مديرية المجاهدين بالتنسيق مع مديرية البريد و المواصلات السلكية و اللاسلكية و بحضور السلطات المحلية و أعضاء من الأسرة الثورية و مصلحة الأرشيف بالولاية الذكرى ال 74 للهجوم على البريد المركزي " 5 افريل 1949 " و التي تعتبر محطة تاريخية هامة وحاسمة ساهمت في تغيير مسار تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية .
حيث تم بمركز البريد بوسط المدينة الاستماع إلى النشيد الوطني والوقوف وقفة ترحم و عرفان على منفذي الهجوم الذي كان من أولى الخطوات للتحضير للثورة المباركة حسبما أكدته مديرة المجاهدين السيدة بهلول خديجة و التي أشارت إلى أن العملية عرفت آنذاك تخطيطا محكما و مكنت المجاهدين من دخول معقل المستعمر رغم حضر التنقل الذي كان مفروضا على الجزائريين من بينهم أحمد بن بلة و حسين آيت أحمد و بوشعيب بلحاج ، إلى جانب بوجمعة سويداني ورابح لرقيوي و الحاج بن علة محمد و بويايا عمر حداد إضافة إلى علي بن قذيفي و بن نعوم بن زرقة ، ناهيك عن نميش جلول و علي محمد خيثر و حمو بوتليليس ، وكذا عبد القادر زاوي و قد حققت العملية نجاحا كبيرا و تم الاستيلاء في يوم 5 أفريل 1949 على مبلغ هام مكن المجاهدين من شراء عدة قطع من الأسلحة ، و أوضحت بأنهم ارتأوا تنظيم وقفة عرفن تخليدا لأبطال هذا الهجوم و شهداء الثورة التحريرية بالتنسيق مع مديرية البريد و المواصلات السلكية و اللاسلكية و مصلحة الأرشيف لولاية وهران التي قامت بعرض مجموعة من الصور التي تخلد الذكرى لتمكين المواطنين من التعرف أكثر على حيثيات هذه المحطة التاريخية الهامة .
و هو ما أفادت به بدورها المديرة الولائية للبريد و المواصلات السلكية و اللاسلكية السيدة مريم صديقي التي أكدت على أهمية إحياء ذكرى الهجوم المسلح على البريد المركزي بهذا المعلم التاريخي الهام ، و الترحم على أرواح شهداء الوطن الذين ضحوا بالنفس و النفيس من أجل استرجاع عزة و كرامة الجزائر.
و قدم الأستاذ الدكتور محمد بلحاج ممثل عن منظمة المجاهدين العديد من الشروحات حول الحادثة التاريخية أطلع من خلالها الحضور على حقائق هامة لتوثيقها في ذاكرتهم ، و من بينها الجانب المتعلق بالأموال التي تم أخذها و التي لم تكن بالخزينة و إنما كانت موجودة فوق الطاولة الخاصة بمجموعة المراكز البريدية لوهران و التي بلغت قيمتها أزيد من 3 ملايين سنتيم ، فضلا عن الفرقة التي نفذت العملية و التي ضمت 6 أشخاص دخلوا إلى مقر البريد المركزي على غرار سويداني بوجمعة و بلحاج بوشعيب و محمد بويحي إضافة إلى السائق محمد على خيثر ، و رابح لرقيوي و عمر حداد ، و أكد المتحدث بأن هذه العملية التاريخية جد هامة في تاريخ الجزائر و منطلق ثورة أول نوفمبر التي كان بدايتها من البريد المركزي و بالأموال التي أخذت إلى منطقة لغدامس بليبيا ومكنتهم من شراء حوالي 400 قطعة سلاح و التي فجرت الثورة في الأوراس .
و أوضح الدكتور بلحاج محمد بأن هناك عدة شهادات ووثائق أرخت للحادثة و لكن هذه العملية لم تبح بعد عن الكثير من أسرارها ، و من أجل توثيق هذه المحطات التاريخية الهامة لا بد من العمل على تحويل هذه الحادثة التاريخية الهامة إلى فيلم سينمائي أو فيلم وثائقي .