بالمسرح الجهوي الجيلالي بن عبدالحليم بمستغانم عرضت الممثلة تونس آيت علي منودرام بعنوان "آلو" من إنتاج جمعية الستار من واد سوف ، مركز الفنون الدرامية بتونس بالتنسيق مع جمعية "النزل الثلاثة الفرنسية / les trois loges de France" ، العرض يعالج الظروف التي تعيشها امرأة عادية من النواحي الاجتماعية ، الثقافية والسياسية ، ولتوضيح الصورة أكثر ركزت الممثلة على امرأة سئمت من مهنتها وقررت تغييرها هروبا من المشاكل التي باتت تعترضها على مدار اليوم والسنة ، فبعدما كانت موظفة مستقرة في إحدى الإدارات تختار بين عشية وضحاها أن تمتهن مهنة بعيدة كل البعد عن وظيفتها الأصلية حيث اختارت مهنة الخياطة ، لكن بتجربتها البسيطة في عالم الخياطة تمكن مع مر الوقت ولوج هذا العالم معتقدة أن هذه المهنة ستجنبها المشاكل التي كانت تصادفها وهي موظفة إلا أنها اكتشفت بأنها غاصت أكثر فأكثر في المشاكل التي لا تعد ولا تحصى داخل هذا الوسط الذي أصبحت تعيش فيه ، حيث أن هذه المشاكل مست جل مجالاتها الحياتية ، فمن الجانب الاجتماعي وجدت نفسها في صراع دائم غير متناهي مع زبائنها الذين يطالبونها ودون انقطاع بالإسراع في إنجاز ملابسهم وهذا عبر الهاتف المنزلي الذي لا يتوقف لحظة عن الرنين ، أما سياسيا فتجد نفسها في أزمة نفسية وحالة إرهاق شبه تام بسبب ضعف تمثيل المنتخبين العاجزين حل المشاكل اليومية للمواطنين من جانب آخر تلاحظ بأن المواطنين أنفسهم يقبلون كل ما يقدم لهم من برامج وقوانين دون اعتراض ، تقييم أو تحليل وبذلك هم غير ابهين بالوضع الذي يخفي ذلك الصراع الأبدي بين الطبقات ، الصراع الذي تهضم فيه حقوق الطبقة الهشة وهي الأغلبية بسبب استسلامها للأمر الواقع ما زاد في تعكير الأجواء الاجتماعية ، الثقافية والسياسية وتفقير أكثر المواطنين ، هذه الصور تجسدها الفنانة في عدد من الشخصيات التي تحتك بها الخياطة بصفة مباشرة أو غير مباشرة بدأ بالسياسيين الفاشلين الغير قادرين مواجهة السلطة وإقناعها بتغيير برامجها والوضع المزرى الذي يزداد سوءا مع الوقت ، محامين الذين وجدوا من أجل الدفاع عن المحرومين بعيدين كل البعد عن الإحترافية همهم جمع الثروة على حساب الطبقة المطحونة ، مثقفين انتهازيين يقتنعون بالفتات الذي يقدم لهم كما يتهافتون على المناصب لأخذ حصتهم من المال ، إذاعة غير وظيفية تبث أخبار لا تخدم المجتمع ... ينتهي العرض بإبراز قوة المال الذي يتحكم في السلطة ويدير كل دواليب الحياة .