من تنظيم مجلس التعاون العلمي العربي -الجزائر -

ندوة وطنية تحت عنوان: " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والنهضة الثقافية بالجزائر"

ندوة وطنية تحت عنوان: " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والنهضة الثقافية بالجزائر"
الذاكرة
نظم بداية الأسبوع الجاري مجلس التعاون العلمي العربي بالجزائر ندوة وطنية تحت شعار " نحو التجديد والارتقاء العلمي " بمناسبة يوم العلم 16 أفريل، باعتماد تقنية التحاضر عن بعد ZOOM، حول موضوع يربط خدمة العلم والحفاظ على المجتمع الجزائري، بمشاركة السيد عبد المجيد شيخي مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالذاكرة الوطنية والأرشيف، الذي أثرى اللقاء بمداخلته حول على جهود جمعية العلماء المسلمين في الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية. كما تم تناول محور أساسي بهذه المناسبة تمجيدا للعلماء المسلمين الذين نشروا العلم في مسار الحراك الإصلاحي لجمعية العلماء المسلمين الذين نذكرهم اليوم كمرجعيات لقيم تركوا بصماتهم في سجل التاريخ للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية. اللقاء الفكري الذي جمع نخبة من إطارات الدولة الجزائرية سلط الضوء على عدة زوايا ومحطات حققتها الجمعية لأجل ترقية الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية، وتنمية الوعي الثقافي في عقول وشخصية النشء بأشكال متعددة لنشر العلم وفق برامج واسعة لكل الفئات استجابة للحاجة الملحة عند أبناء الجزائريين. افتتحت الدكتورة مريوة حفيظة من جامعة وهران(2)، الندوة الوطنية مستهلة كلمتها بأبيات شعرية : "هذا اليوم يعد شعلة تنير دروب تاريخنا الجزائري بالضياء، نضحي ونبقى له أشبال وليوم العلم نحن دوما أوفياء، تكبّدت لطلبك الجزائر أعلام، ابن باديس لك سيف العظماء " مؤكدة أن ما عاشه ابطال الجزائر ما هي الى محطات ومساهمات و مشاركات، وتضحيات بارزة قدموها بأدوار متعددة للمساهمة في ترسيخ وكتابة الذاكرة الوطنية ، تجعلنا نفتح ونرسم خريطة طريق مشتركة لجمع المعطيات التاريخية من واقعنا، بهدف المساهمة في ترك بصمة التوثيق للأرشيف الوطني. ليتقدم السيد عبد المجيد شيخي مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالذاكرة الوطنية والأرشيف ويقدم محاضرة خاصة بمذكرات شخصية عن جمعية العلماء المسلمين، حيث تناول فيها بعض النماذج مؤكدا على جهود جمعية العلماء المسلمين في الحفاظ على الهوية العربية الاسلامية، وأن قوام كل أمة هويتها، واللّغة العربية مفتاحها و مرتكزها ، مبرزا أن فعلا الجزائر مرت بصفحات مظلمة ومؤلمــــة ورغم هذا بقيت محافظة على قيمها ولغتها ودينها ،يقول السيد شيخي :" وكان للجمعية دور كبير وجهودا عظيمة لما ساهمت به في بناء المساجد والمدارس ، وارسال البعثات إلى المشرق العربي لتعليم أبناء الجزائر في الجامعات، فكان لها عمل متواصل ونشاط مستمر في العناية بالتعليم العربي والاسلامي، بل نقول أن التعليم العربي الحر بمفهومه العصري هو الذي أنشأته وقادته جمعية العلماء الجزائريين برجالها وأبنائها، وأنصارها وأنّها المهد الذي نشأ وتربى فيه التعليم الإسلامي ، مدعما مداخلته بالمنهج الذي كانت تخطط له الجمعية في مجال التعليم ، بحيث كانت تقوم على مهمة مزدوجة تمثلت في المهمة الخاصة بتعليم مبادئ الدين والعربية، والمهمة الثانية في مواجهة الإستعمار عن طريق منهج الإخلاء ثم الملأ ( أي بيان فساد المعلومات المشوهة التي أعطتها فرنسا للتلاميذ لتعيد الجمعية تزويد المتعلمين بمعلومات جديدة وصحيحة عن الأصل والدين والهوية)" بعدها تم تقديم ورقة تاريخية بحثية من طرف الأستاذ فوزي مصمودي باحث في التاريخ ، ومدير المجاهدين لولاية الوادي تناول فيها دور الصحافة في المسيرة الإصلاحية للعلامة ابن باديس، والأدوار الفعالة والبارزة التي ظهرت بها بمختلف أنواعها قبل الثورة التحريرية المجيدة والتي أرّخت لمجموعة من الأقلام الرائدة في عدة مجالات، هذا ما جعل جمعية العلماء تقوم بفعل ريادي في مسيرتها الاصلاحية، والتي يمكن اعتبارها المنبر لما حققته من استراتيجيات إصلاحية في ثورة الأفكار وتغيير الذهنيات ، باعتبارها وسيلة ومن وسائل الكفاح وإيقاظ الوعي وتبليغ الرسالة وصوت الأمة إلى العالم العربي والرأي العام، وما توصل إليه هو إعادة جمعها وتحرير مقالاتها وإصدارها في مجلات هي موجودة بمتاحف المجاهدين كرمز و مصدر تاريخي يشهد لبصمات جمعية العلماء المسلمين بالرغم من الصعوبات والعوائق التي واجهتها إلاّ أنّها بقيت تلعب دورا بارزا شعارها: الدين، اللغة، الثقافة وبهذا عملت على تحسين المستوى الاجتماعي والثقافي بتشجيع التعليم بين أفراد المجتمع الجزائري. في حين تناول الدكاترة المختصون في مجال التاريخ الحديث والمعاصر ، موضوع الحركة الاصلاحية التي تعد بمثابة القاطرة لما قدمه المصلحون الجزائريون من أدوار في نشر الوعي أواخر القرن 19م ومطلع القرن 20 م، هي مداخلة من تقديم الدكتور مولود قرين من جامعة المدية، ركّز فيها على نماذج من العلماء الذين وضعوا الأرضية الخصبة لنشاط جمعية العلماء المسلمين، والمشروع الذي جمعهم هو ضرورة نشر التعليم في الأوساط الناشئة، وأن هدفها كان بعيد المدى يطمح إلى نشر الوعي بين الجزائريين والاهتمام بالجانب المعرفي من خلال بناء المدارس والمكاتب لصالح الأعضاء وتقديم مناهج دراسية مبنية على نظم إسلامية . واختتمت الندوة بمداخلة الدكتور محمد محدادي من جامعة غرداية ببعض النماذج من التجارب التعليمية لقادة ناشطي جمعية العلماء المسلمين -التأسيس والتوطين -مؤكدا على الأوضاع الثقافية والتعليمية التي عاشتها الجزائر فترات الاستعمار من سياسة التجهيل ومحاربة الدين الاسلامي، وغلق المدارس والمساجد لمحاربة المثقفين والتضييق عليهم بأبشع السياسات، إلاّ أن الاصلاحات التي قامت بها الجمعية مثلما ذكرها مالك بن نبي: " أنّها أتيت لسانا ينطق، وفكرة تنير لها الطريق، عادت معها الحاسة الاجتماعية إلى الجزائر وعادت بذلك إلى نقطة الحياة التي يستأنف فيها كل شعب رسالته ويبدأ تاريخه". ومن مخرجات وتوصيات هذه الندوة الوطنية تم التّأكيد على الدراسات الأكاديمية والإجرائية (العملية) من خلال:الدعوة لترفيع هذه الندوة إلى مؤتمر نساهم به لإعطاء القيمة المصدرية للدراسات الميدانية والنظرية في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية، والتأكيد على رقمنة المادة التاريخية من طرف مختصين، ورسم مجلس التعاون العلمي العربي خريطة بيداغوجية لدفعات الماستر في الدراسات التاريخية والسوسيولوجية حول: "قضية الذاكرة والأرشيف الوطني "، بالإضافة إلى استعداد المجلس لتقديم موسوعة في أجزاء خاصة بتاريخ الجزائر ضمن مشروع جديد يشرف عليه بداية بتكوين خلية بحثية في مجالات متعددة التخصصات، تشمل كل من الأساتذة والباحثين والمختصين والطلبة للمساهمة في جمع المعطيات والحقائق التاريخية تحت شعار : " في جزائرنا ذاكرة للاعتزاز ... وتاريخ للإنجاز " والاهتمام بالمنجزات العلمية وطبعها في كتب ونشرها ورقيا وإلكترونيا.

يرجى كتابة : تعليقك