يهّل علينا هلال شوّال ونستقبل أول يوم من عيد الفطر المبارك بعد شهر من الخير والطمأنينة والعبادة ونودع شهر التوبة والغفران أملا في أن يتقبّل منا ويصنّف أعمالنا الصالحات في ميزان الحسنات . بدايته التطوع والتضامن ومطاعم الرحمة والتكفل بالفئات الهشة ورفع الغبن عنها ، ومنتصفه عبادة وتهجد وتسارع لكسب رضا الله ، وأخره تكاثف وتجنّد لإسعاد البراعم الصغار وإدخال فرحة كسوة العيد على قلوب الأطفال ومشاركتهم بهجة استقبال المناسبة الدينية في أجواء مميزة . رغم كل ما سجلته السوق المحلية من اختلالات وتسابق من أجل فرض "الحصار" على المستهلك وضرب القدرة الشرائية ، إلا أن الأجواء الروحانية الإيمانية كانت الطابع الغالب على يوميات الصائم والقاسم المشترك الذي اختاره أهل الخير باختلاف انتماءاتهم وحرصهم على تجسيده حرفيا من أول يوم من شهر رمضان الكريم إلى أخر لحظة من عمره . ولو نعود قليلا إلى الوراء نجد أن الإفطار الجماعي لم يفارق الأحياء والمؤسسات الاستشفائية والطرقات الوطنية لاستقبال عابري السبيل والمحتاجين وعائلات المرضى ، ولم يستثن ولا نقطة أو مكان من الولاية ، والملفت للانتباه كذلك أن روح التضامن ظلت تلازم هذه المبادرات وعكفت على تقديم إمدادات مادية ومعنوية بدون انقطاع ، وظلت تسارع على مدّ يد العون لكل محتاج أو عابر السبيل أو معوز عجز عن لمّ شمل عائلته على مائدة الإفطار . من واجب التآزر والتطوع ، ومن باب فضل وجزاء الصدقة والإطعام في رمضان اتفق المحسنون والجمعيات والمنظمات على صوت واحد لا يعلو عليه ، وراحوا يضبطون برنامجهم الخيري على تنظيم موائد الإفطار والتبرع بالدم والختان وتوزيع ملابس العيد ومبالغ مالية على العائلات المعوزة لحفظ كرامتها ، بدلا من الوقوف أمام طوابير قفة رمضان . صورة جميلة رسمها المتطوعون وأبدعوا فيها بشكل أدخل الراحة و الطمأنينة في نفوس الوافدين ، وجعلهم يعيشون أجواء عائلية مغايرة وعلى مائدة الإفطار والسحور لا تتكرر إلا في المناسبات والأعياد فقط . مظاهر ايجابية صنعت الحدث وجعلت من رمضان 2023 موسم المبادرات والأعمال الخيرية والهبة التضامنية تقاسمتها قائمة طويلة من الجمعيات والمنظمات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر جمعيات الغيث وكافل اليتيم وجزائر الخير والإرشاد والإصلاح ومساعدة مرضى السرطان والأمل والتضامن وسبل الخيرات وناس الخير ومنظمات ثقافية سياحية التي لم تبخل هي الأخرى عن مساعداتها على مدار شهر بأكمله والقائمة طويلة لتشكل صورة رمضان 2023 نأمل أن لا يغيب نورها على مدار السنة .