تصدر هذه السنة اللباس الجزائري التقليدي والأماكن السياحية والأثرية المشهد عبر الشاشة الصغيرة من خلال مختلف البرامج الرمضانية 2023، حيث عمل المنتجون القائمون على مختلف المسلسلات والسلسلات الفكاهية وحتى البرامج على تسليط الضوء على هذين المورثين الثقافيين واللذان يعكسان الهوية الجزائرية منذ الاف السنين.
وكانت المقدمة والمغنية منال غربي سباقة في هذه الخطوة من خلال برنامجها الموسوم بـ "قعدتنا جزائرية" والذي يعرض عبر قناة خاصة، حيث كانت تقدم يوميا خلال شهر رمضان الفضيل ، عروض للأزياء تجسد اللباس التقليدي لكل مدينة جزائرية مع استحضار تاريخ الزي منذ النشأة، بحضور مؤرخين مختصين في مجال التراث ومصممي أزياء متخصصين في كل صنف من الألبسة ، وتتواصل سلسة البرنامج على طول الشهر وما تأتي ليوم الختام تكون قدمت الفنانة منال غربي ما يزيد عن 30 زيا ، و تقوم بعرض اللباس من خلال ارتدائه والظهور به عبر شاشة التلفزيون ، هذا البرنامج الذي يعرض لأزيد من 5 سنوات لقيت فكرته ترحابا كبيرا من قبل المشاهدين والذي يتثنون عليه وينشرون مقاطع منه للترويج للتقاليد والثقافة الجزائرية عبر منصات التواصل الاجتماعي ولقد لقيت صدى كبير من قبل رواد الفضاء الأزرق من داخل وخارج الوطن .
وهذه السنة اخذ ثلة من المنتجين حدو الفنانة منال غربي حيث نشاهد اليوم توظيف اللباس الجزائري وحتى الديكور والعمارة التي تعود لمختلف مناطق ربوع الوطن خلال السلسة الفكاهية دار الفشوش، اذ أن في عدد من حلقات السلسة المعروضة لحد الساعة تظهر فيه الممثلات باللباس الجزائري التقليدي الراقي والذي يحمل لمسة عصرية فتظهر البطلات بـ "البلوزة الوهرانية" و"الكاراكو العاصمي" ,"سروال الشقة "، "سروال اللوبيا " ، "المرمى" ، "المنسوج" ، "الفتلة القسنطينية" وحتى المجوهرات في مقدمتها "الزروف الجزائري " ، "الصميين" ، "كرافاش بولحية " ، "العقيق"، "الميسكية" ... الخ ، ، وبالموازاة مع هذه الأزياء يوجه المنتج والمخرج الأنظار حول العمارة الجزائرية حيث تم تصوير السلسة في قصر يعود للحقبة الأندلسية أو أقدم من ذلك ، ولم يتوقف المنتج عند هذا بل اعطى للأكلات والأطباق والحلويات الجزائرية الشعبية والتقليدية فرصة من خلال عرضها عبر موائد الغداء أو العشاء المبرمجة في هذه السلسة ، وهذه الخطوة سبق وأن رأينا فكرة مشابهة خلال سلسلة "بنت البلاد" التي تعكس تراث وتقاليد مختلف ولايات الوطن فنجد زي "النايلي " حاضرا ، و"القفطان" ، و"الجبة الصحراوية " و"الزي القبائلي " خاصة وأن أحداث المسلسل تدور حول عائلة من ولاية برج بوعريريج " .
وبالنسبة للسلسلة الفكاهية "عايلة شوك" فهي الأخرى اتجهت نحو ابراز أزياء المرأة الجزائرية خلال يومياتها في البيت أو حين تزينها لحضور مناسبة ، نفس الفكرة وجدناها في سلسة "أخو البنات" أبطاله كل من : محمد خساني ،يبدري ، سهيلة معلم و سارة العلامة فإلى جانب أزياء النساء تم الترويج للزي التقليدي الخاص بالرجل الجزائري نذكر على سبيل المثال "البرنوس" ، "العمامة والشاش " ، والى جانب هذا يروج الإنتاج لمختلف الطبوع الغنائية الجزائرية أولها "الراي الجزائري " المعروف عالميا ، والـ "قناوي"،"قرقابو " و"القور الصحراوي" بمشاركة فرق متخصصة في هذه الطبوع في السلسة" ، كما تصور بعض المشاهد في عدد من المناطق السياحية والأثرية المنتشرة عبر إقليم ولاية وهران ولم يتوقف عند هذا الحد بل قام الفنان محمد خساني بالترويج للـ " زليج الجزائري " من خلال لبسه لأقمصة المنتخب الجزائري لكرة القدم ليؤكد أن الزليج جزائري 100 بالمائة .
ونعود للحصص التلفزيونية فنجد كل من الفنانة ياسمين عماري عبر برنامج " ديما رابحين " تقدم يوميا لباس جزائري يعكس ثقافة مدينة من مدننا، والمغنية منال حدلي اقتحمت شاشة التمثيل والتقديم بـ "فوازير" هذه الفوازير لم تترك نقطة من بحر عالم الأزياء والتراث الجزائري الا وتم توظيفها خلالها بلمسة عصرية واحترافية ، دون أن ننسى حصة " قعدة العايلة " التي تنشطها كل من الفنانة بختة بن ويس وفائزة حدادي حيث تروجان بطريقتهما للتراث الجزائري.
وعليه فان هذه الفكرة لم نشهدها منذ نشأة التلفزيون الجزائري (العمومي والخواص) بهذه القوة، أين يتنافس الجميع من منتجين وقنوات، فنانين، مصممين، مؤرخين، طهاة، مخرجين ... الخ الى المشاركة للترويج والمحافظة وتوثيق الموروث الجزائري بكل حذافيره بماء من ذهب.
