العيد فرصة للصلة والتواصل ، فهو يقرب البعيد ، ويدني الطريد ، ويزيل الحزازات ، ويرفع العداوات ،ومن أعظم مقاصد العيد؛ ما ينبغي أن يترجم على مستوى الافراد والأسر من التصالح والتسامح الذي هو عنوان العيد وزمانه ،وإن مما يحزن الخاطر ، ويؤسف الناظر ، ما يرى ممن يحمل الضغينا ، والحقد الدينا، على أسرته من إخوته وأخواته وربما من أبيه وأمه، وما درى هذا المسكين أن من كانت الضغينة رايته ، والحقد عادته خسف بدره ،وصغر قدره ،وتلهب صدره ، فاختل واعتل قلبه ، وذهب صفاء صدره ،وعسر شفائه ، وطال بلائه ، وتعذر دواؤه ،والحقد والبغضاء والشحناء لا تبقي الاحترام والوئام ، وتديم الاصطدام ، وترفع السلام ، وتدعو صاحبها للانتقام ، ومن حقد : حسد وانتقم ،ومن كان شعاره الانتقام ، ضاع زمانه ، وتفرق عنه إخوانه، وهجره أصحابه وأقرانه ، وصار وجهه عابسا ، وكفه يابسا ، وصار للعداوة لابسا ، وللعفو حابسا ، فتعس وانتكس ، وفي الخيبة ارتكس ، والله يقول : " وقل لعبادي يقول التي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا " ، والعاقل هو الذي كان للعداوة تاركا ، وللعفو داركم، وقابل جهل إخوته وأخواته ممن حقد عليه وهجره بالحلم والوقار ، ولاينهم ولم يباينهم ، وصانعهم ولم يصارعهم ، وحاول المقاربة منهم واجتنب محاربتهم ، وكان سبيله الأناة ، حتى يجتنب سوء المعاناة ، وكان دثاره كتم الغضب الذي هو من طبائع الكرام فالعيد فرصه للتنزه عن فعل الحساد ،وذوي الأحقاد ،والانتهاء عن الردى ، والبعد عن أذية أحدا، وكف كل لسان ويدا
اللهم اجعل شعارنا ما قاله السلف الأخيار من المهاجرين والأنصار ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا انك رؤوف رحيم
وليعلم أن ثواب الجنة دار الحبور والسرور هو سلامة الصدور
فلا عيد لمن لبس ثياب الأعياد على درن الأحقاد
اللهم اهد قلوبنا واشرح صدورنا واسلل الأحقاد من قلوبنا يارب العالمين