لن تنسى الذاكرة الفنية و المسرحية ما قدمه العملاق عز الدين مجوبي من إبداع و إزدهار للمسرح الجزائري الذي جعل منه قامة فنية خالدة خاصة اليوم و أن عشاق فنه يتذكرونه بعد 27 سنة من اغتياله .
عز الدين مجوبي من مواليد 30 أكتوبر 1945 بمدينة عزابة ولاية سكيكدة، وهو ابن محامِ تعود أصوله إلى حمام قرقور بمدينة سطيف، واعتبره الاعلامي المتخصص نجيب اسطنبولي أهم ممثل في جيله.
بدأ مجوبي نشاطه كممثل مع مطلع ستينات القرن الماضي بتشجيع من الفنان الراحل “علي عبدون”، التحق في 1963 بمعهد المسرح البلدي بالعاصمة، وكانت بدايته كممثل بالإذاعة الوطنية بين سنتي 1965 و1968.
وخاض مجوبي تجربة مميزة في المسرح، حيث شارك في أعمال من السجّل الكلاسيكي، وتحتفظ خشبة محي الدين بشطارزي بأدائه المبهر في مسرحية “حافلة تسير” (1985) رفقة دليلة حليلو، وعرفت نجاحا كبيرا جعلها علامة مميزة في مسرح تلك الفترة، حيث تفاعل الجمهور كثيرا مع دور مجوبي في مشهد بكائه بمرارة على فقدان فلذة كبده “نوّارة” التي ماتت قبل أن ترى النور، وبقيت عبارة “نوّارة بنتي” التي كان يرددها من أشهر “اللازمات” في تاريخ المسرح الجزائري. أخرج مسرحية ” غابوا لفكار”.
في مسرح باتنة الجهوي، أخرج “مجوبي” مسرحية”عالم البعوش” سنة 1993، ونالت الأخيرة نجاحا كبيرا، كما افتكّت جائزة أحسن ممثل في مهرجان أيام قرطاج المسرحية بتونس سنة 1993.
وخاض مجوبي مع كل من زياني شريف عياد وامحمد بن قطاف وصونيا، تجربة المسرح المستقل في الجزائر بإنشاء “مسرح القلعة” في 1990، الذي أنتج “العيطة” و”حافلة تسير 2″، كما قدّم “مجوبي” عدة أعمال تلفزيونية منها “يوميات شاب عامل” لمحمد إفتيسان وفيلم “خريف 1988”. ومسؤول تقني وفني للمهرجان الوطني للمسرح المحترف-باتنة، نوفمبر 1994.
وأسهم مجوبي أيضا في إنتاج أعمال مع عدة مسارح جهوية بينها مسرح بجاية الذي قدّم معه مسرحية “لحوينتة” (1994) عن نص “علاوة بوجادي” ونال عنها جائزة أحسن إخراج، كما كان للراحل أيضا إسهام في التكوين، حيث كان أستاذاً في الإلقاء والنطق بالمعهد الوطني العالي للفنون الدرامية.
وتقلّد “مجوبي” منصب مدير عام ، للمسرح الوطني الجزائري اعتبارا من مطلع عام 1995، وفي زوال 13 فيفري 1995، اغتيل الفنان الكبير الذي منح حياته للمسرح أمام مبنى بشطارزي، لتنطفئ شمعة لا تزال تضيء الخشبات وتلهم الخلف.