تجدّدت الاشتباكات بالعاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الأربعاء بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وسط تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن خرق الهدنة الإنسانية التي بدأت الثلاثاء على أن تنتهي هذا الخميس.
بحسب وسائل إعلام، أفيد أنّ الاشتباكات تجددت في محيط القيادة العامة والقصر الرئاسي وسط الخرطوم، فيما ذكر شهود عيان لوسائل الاعلام أن مناطق اخرى بمدينة أم درمان غرب العاصمة، تشهد معارك عنيفة بين الطرفين.
وعلى خلفية تجدد الاشتباكات، تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بالمسؤولية عن خرق الهدنة الإنسانية التي دخلت الثلاثاء حيز التنفيذ لمدة 72 ساعة بغرض "فتح ممرات إنسانية"، إضافة إلى متابعة عمليات إجلاء الرعايا الأجانب.
ويتخوف سكان العاصمة الخرطوم الذين يبلغ عددهم خمسة ملايين نسمة من أنّ عمليات الاجلاء المتواصلة تعني تفاقم الوضع، في ظل انقطاع شبه تام للكهرباء والمياه منذ بدء المعارك، حسب وسائل اعلام.
وبعد اخلاء السفارات الاجنبية و اغلاق ابوابها و مغادرة الدبلوماسيين وموظفي الأمم المتحدة، تنامى الشعور بالخوف والقلق وسط الأهالي التي تخشى أن يؤدي إجلاء الأجانب إلى "احتدام القتال وإراقة المزيد من الدماء في البلاد".
وسابقت دول كثيرة الزمن لإجلاء مواطنيها من الخرطوم، كما استفاد الآلاف من تراجع واضح في حدة المعارك في الساعات الماضية للفرار من السودان.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى 512 اضافة الى 4193 جريحا حتى الثلاثاء، من بينهم 169 قتيلا و2403 مصابا بولاية الخرطوم.
وتشهد مناطق أخرى غير الخرطوم معارك أيضا، لا سيما في إقليم دارفور (غرب) حيث قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن الوضع "كارثي" بمدينة الفاشر، في غياب "عدد كاف من الأسرة لاستيعاب عدد الجرحى الهائل"، من بينهم عدد كبير من الأطفال.
وبعد اندلاع المعارك في السودان، أصبح الوضع صعبا في العدد المحدود الذي مازال يعمل من المستشفيات بالخرطوم، علما أن طواقم الرعاية الطبية هجرت المستشفيات في ظل دوي القصف المدفعي حولها وعدم وجود مياه للتنظيف وقلة الكهرباء اللازمة لتشغيل معدات إنقاذ الحياة ونفاذ الطعام.
ومنذ 15 أفريل الجاري، تستمر في عدد من ولايات السودان اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو والتي تشكلت عام 2013 لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور، ثم تولت مهاما أخرى منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات