أكد مشاركون في الملتقى العلمي الموسوم "المجتمع المدني وسيط للاستجابة للأزمات في عالم ما بعد كورونا (كوفيد 19)" المنظم بدءا من اليوم الجمعة بمستغانم على دور المجتمع المدني واستجابته الناجعة خلال الأزمات. وأبرز منسق الملتقى وأستاذ علم الاجتماع بجامعة "عبد الحميد بن باديس" لمستغانم، راجعي مصطفى، أن المجتمع المدني أظهر "دوره القوي" خلال أزمة جائحة كورونا (كوفيد 19) وبين استجابته السريعة والناجعة للتعامل مع هذه الأزمة الصحية ولاسيما في مناطق الظل. وأضاف ذات المتحدث أن هذه الاستجابة التي جعلت من المجتمع المدني "وسيطا وشريكا" للهيئات الرسمية كشفت عن قدرات وخبرات ومعارف تناقلها المجتمع الجزائري وبينت الحاجة إلى تفكير جماعي وعمل تشاركي لتطوير المؤسسات الاجتماعية وتعميق دورها. وتم خلال هذا اللقاء عرض عدة تجارب ونماذج لدور المجتمع المدني كوسيط في التعامل مع الأزمات مع إبراز مساهمة الأمير عبد القادر في حل عديد الأزمات في الشام وقدم مثالا للمبادئ الإسلامية وللحقوق الإنسانية مثلما أوضحه رئيس كرسي، الأمير عبد القادر لحقوق الإنسان وثقافة السلام لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، عصام طوالبي. ومن جهته، دعا الأستاذ بوزيد بومدين من جامعة وهران 2 "محمد بن أحمد" إلى الاستفادة من الموروث الثقافي الديني الجزائري ولاسيما قيم الصبر والتكافل والتعايش لتطوير استجابات نوعية للمؤسسات الاجتماعية والدينية تضاف إلى أدوراها في حل الأزمات والتضامن الاجتماعي والتربية والتلقين العلمي. ويتطلب هذا المجهود - وفقا لذات المتحدث - أن يتم العمل في إطار مؤسسات على تحويل هذه القيم إلى مشاريع تتناسب مع العصر الحالي وتتكيف مع احتياجات الأجيال الجديدة والشباب. وبرمج ضمن هذا الملتقى الذي يدوم يومين أربع ورشات لعرض الممارسات الجيدة للمجتمع المدني والتحديات التي يواجهها ودور المؤسسات الوقفية التقليدية وكيفية تطوير المؤسسات الوقفية الخاصة والتأسيس لفكرة المؤسسة المجتمعية كوسيط مستقبلي. وينظم هذا اللقاء بمبادرة من المؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة "جنة العارف" لمستغانم والزاويتين العلاوية والتيجانية ومنصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعيش معا في سلام المصادف ل 16 مايو من كل سنة.