الراوي صديق ماحي يعود إلى ركح سيدي بلعباس بعد 15 عاما من الغياب :

مسارٌ طويلٌ في فن الحكاية الشعبية

مسارٌ طويلٌ في فن الحكاية الشعبية
ثقافة
عاد الراوي أو الحكواتي ماحي صديق ليشارك في تظاهرة الأيام الوطنية للمهرج والحكواتي التي نظمتها جمعية مكرة للنشاطات الثقافية بحر الأسبوع المنصرم، وذلك بعد غيابه عن ركح سيدي بلعباس دام 15عاما، ليحكي للجمهور العباسي حكاية مستوحاة من التراث العالمي عنوانها " سمكة صغيرة من ذهب" للكاتب الروائي " ألكسندر دويوشكينو"، والتي سبق له أن رواها لتلاميذ مدرسة " بومليك" بعاصمة المكرة قبل 35 سنة، لكن هذه المرة أدخل عليها تعديلات هامة، الغرض منها توعية الصغار والكبار بوُجوب المحافظة على المحيط البيئي، لاسيما البحر، من خلال تجنُّب رمي النفايات والقاذروات، كي نأكل سمكا نقيا خاليا من الميكروبات والسموم .. وقد صدر للراوي صديق ماحي مؤخرا مؤلف بعنوان "مولى مولى وحكايات أخرى" ، قامت بطبعه دار النشر القدس العربي، حيث يحتوي على 3 حكايات باللغة العامية، مدوّنة بالعربية والفرنسية ،وقد كتب مقدمته " عبد الحميد بورايو" أستاذ التعليم العالي بجامعة الجزائر، وهو مُتخصّص في الأدب الشعبي، واستهلها بما يلي" كان لقائي الأول بالراوي مسلم صديق المدعو "ماحي صديق" في ملتقى حول الأدب الشعبي بمدينة سطيف خلال سنة 2018 ، ولما حضرت العرض الذي قدّمه بدار الثقافة وجدت فيه ما لفت انتباهي، وما جعله يختلف عن غيره من الرُواة المحترفين المعاصرين .... ، كان يحضر في ذهني وأنا أشاهد مثل هذه العروض حلقات الرواة المحترفين التقليديين الذين كانوا يجوبون أسواق الجزائر، والذين كان يُطلق عليهم تسمية " المدّاحين"، فكان من حُسن حظي أن أحضر حلقات البعض منهم وأن أحتكّ بهم و أُحاورهم وأُسجّل عنهم ..، لقد وجدت في عرض صديق ماحي نفس النكهة تقريبا، مما يدُلُّ أنه يمثل استمرارا أصيلا لهذا النشاط الموروث بخصائصه الجمالية المعهودة، وبقدرته على شدّ أنفاس المتفرجين، إلى جانب خصائصه الثقافية المعاصرة ،والتي تجعل مثل هذه العروض تستجيبُ للاحتياجات الثقافية والفنية في المجتمع الجزائري المعاصر....ماحي صديق يتمتع بإمكانيات هائلة في الإبداع بأوجهه المتعددة ، الصوتية والحركية والمتعلقة بالمظهر الفيزيقي، وهي جميعا نابعة من تجربته في الأداء المسرحي .... الإصدار الجديد ، طبع منه صديق ماحي 500 نسخة، وبماله الخاص، علما أن لديه مشروعين اثنين ، الأول جاء بإلحاح من جمهوره ومحبيه الذين طلبوا منه تسجيل حكاياته كلها بصوته ضمن أشرطة مضغوطة، لأجل الحفاظ على الريتم والأداء الصوتي، وهذا يستدعي مساعدة مالية لتحقيق ذلك، وأمله كبير في أن تتولى وزارة الثقافة تجسيد هذه المشروع الهام، إسهاما منها في الحفاظ على التراث اللامادي الجزائري وفي إثراء المكتبة الوطنية ، أما المشروع الثاني فيخص جمع حكايات كثيرة كانت ترويها له أمه شفويا في كتاب . للإشارة فإن صديق ماحي كان قد شارك الأسبوع الماضي في اللقاء الـ 13 الأورومغربي الذي نظم على مستوى المعرض الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة، حيث قدم مداخلة بعنوان " تجربة الراوي والحكاية في الجزائر"، والجدير بالذكر أن ماحي ما فتئ يعمل على إعادة إحياء وترقية التراث الشفوي المندثر للقوال، حيث يقوم بتنشيط فضاءات وورشات متخصصة للقصص والحكايات الشعبية في عديد المهرجانات ، كما أنه صال وجال في إفريقيا وأوروبا والعالم العربي وفي ربوع بلده يسمع الجمهور ومحبي الرواية الشفهية أجمل القصص التراثية المستوحاة من حكايات الأجداد.

يرجى كتابة : تعليقك