تتربع حديقة "باستور" بوسط مدينة معسكر على مساحة قدرها ثلاثة هكتارات وأكثر من 47 أراً وهي فضاء أخضر بامتياز، أُنشِئت سنة 1935 غير انها باتت مهملة وأصبحت وكرا لتجار ومروجي المخدرات ومكانا لاستهلاكها وتعاطي المشروبات الكحولية وقد تفاقم هذا الوضع بمرور الوقت وبسبب عدم توفر دورات مياه عمومية في المدينة أصبح المواطنون يلجؤون إلى الحديقة لتلبية حاجاتهم الطبيعية ما أدى إلى تدهور وضعها البيئي ومنظرها الجميل وانبعاث روائح كريهة بها ولم تعد منتزها ومتنفسا بإمكان العائلات والمواطنين الاستمتاع بها رغم أنها تزخر بالعديد من الأنواع النباتية مثل "الواشنطونيا" ذات الاصل الكالفورني والمكسيكي و"غازانيا" القادمة من جنوب افريقيا و"ستيركوليا" من الهند وسري-لانكا و"الأوكالبتوس" من أستراليا.
وتم تصنيف هذا المعلم سنة 2011 رسميًا كحديقة عمومية بقرار من والي الولاية وقتها والذي كلّف إدارة محافظة الغابات بتسييرها.
ومنذ انسحاب هذه الاخيرة عام 2015 لم يتم اتخاذ أي اجراءات او تدابير لحماية هذه المساحة الخضراء الهامة في المدينة التي أصبحت مفرغة للنفايات وهدفا لاعمال تخريبية وسرقة النباتات والمقاعد وألعاب الاطفال.
ومنذ سنة تقريبا يشهد المكان تدفق مياه الصرف الصحي ما يُشكل أضرارا على ما تبَقّى من النباتات مع انبعاث روائح نتنة خاصة وأن حديقة باستور تقع في قلب المدينة كما أصبح الوضع مقلقا بشكل خاص بالنسبة للمسبح شبه الأولمبي المتواجد داخلها والذي أصبح منذ عدة سنوات وكرا لتعاطي المخدرات والفجور.
وضع يؤرق ساكنة مدينة معسكر وقاصدي الحديقة والتي أكدت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة السابقة فاطمة الزهراء زرواطي في زيارة عمل لولاية معسكر شهر اوت من سنة 2019،عن منح صندوق البيئة والساحل لغلاف مالي بقيمة 400 مليون دينار لإعادة تهيئتها وإعادة فتحها للمواطنين، غير ان بعد أكثر من ثلاث سنوات لم ير أي مشروع من هذا القبيل النور.وفي شهر جوان من سنة 2020،قام والي معسكر السابق،عبد الخالق صيوده،بتفقد الحديقة والوقوف على حالة تدهورها،ووعد باتخاذ إجراءات لإعادة هذه المساحة الخضراء الى رمزيتها،بإصدر توجيهات إلى مصالح المجلس الشعبي البلدي وإلى مؤسسة جمع النفايات المنزلية للقيام بعمليات تنظيف دورية،لكن دون جدوى.
وفي الاول من شهر فبراير الماضي،ترأس والي معسكر الحالي،عمر روابحي،اجتماعا لتقييم إجراءات استغلال هذه الحديقة العمومية وتم اقتراح تكليف الوكالة الوطنية للتنمية السياحة لإعداد دراسة إعادة تهيئتها وتقديم اقتراحات لاستغلالها.