عرفت أسواق الرحمة التي تقرر فتحها على مستوى ولاية وهران تزامنا مع شهر رمضان الفضيل، لتوفير مختلف المواد الغذائية، بأسعار معقولة تراعي القدرة الشرائية للمواطنين فشلا ببلدية وهران، التي قامت بتخصيص سوق "ميشلي" بوسط المدينة، ليكون فضاء موجها لهذا الهدف، وهو ما وقفت عليه أمس جريدة "الجمهورية" خلال جولة استطلاعية لهذا الفضاء التجاري، للوقوف على مدى استجابته لتطلعات سكان ولاية وهران، حيث تفاجأنا بشبه انعدام للعارضين ولم يقتصر عددهم سوى على بضعة تجار لا يتجاوز عددهم الـ 4 فقط، أحدهم يعرض الزبدة وآخر بعض الحلويات إلى جانب مادة الفرينة التي تسوق بـ 250 دج لكيس من وزن 10 كلغ، وكذا زيت "فلوريال" مقابل 1600 دج لعبوة 5 لتر، لا غير يأتي، هذا إضافة إلى بعض التجار الذين ينشطون على مدار السنة، بهذا المرفق التجاري من بينهما قصاباتان تعرضان اللحوم البيضاء والحمراء، راوح بها ثمن الكيلوغرام الواحد للحم الدجاج 575 دج في الوقت الذي يباع بقصابات سوق الأوراس (لاباستي) سابقا، على سبيل المثال بـ 475 دج، ناهيك عن اللحوم الحمراء التي بلغ سعرها بها 2000 دج للكلغ، وقد أرجع أصحاب هذه المحلات سبب الزيادة إلى احتكار بيع اللحوم الحمراء بالسوق الوحيد المخصص لها والذي يحاذي المذبح البلدي واللحوم البيضاء إلى غلاء مادة العلف للمواطن.
وهو الأمر الذي أثار استياء بعض المواطنين الذين صادفناهم بهذا المرفق التجاري والذين عبروا عن سخطهم الكبير من غياب التجار بهذه السوق، مؤكدين بأنها سوق للرحمة على الورق فقط وطالبوا مصالح مديرية التجارة بتعزيز الرقابة على مختلف الأسواق التجارية والمحلات من أجل وضع حد لهذه الزيادات غير المعقولة وضبط الأسعار بغية وضع حد لمعاناتهم، وأشاروا إلى أنه حتى الخضر والفواكه التي تعرض من قبل تاجر واحد فقط بهذه السوق تعرف لهيبا كبيرا في ثمنها على غرار : البطاطا التي بلغ ثمنها بسوق "ميشلي" 120 دج والطماطم بـ 120 دج والبصل بـ 60 دج والخيار بـ 150 دج والخس بـ 130 دج.
وما تجدر الإشارة اليه هو أنه حتى أسواق الرحمة تعثرت بالعديد من البلديات الأخرى على غرار بلدية وادي تليلات التي تعتبر من كبرى الأقطاب الحضرية على مستوى ولاية وهران والتي أكد بخصوصها رئيس البلدية السيد طبال بأن مصالحه قامت بتخصيص فضاءين تجاريين على مستوى حي 800 مسكن وبحي النخيل، ولكن التجار رفضوا الالتحاق بهما رغم تحسيسهم بأهمية هذا الإجراء خلال شهر رمضان الكريم لتقريب الخدمة منهم وتمكين المواطنين، لاسيما ذوي الدخل المحدود والمعوزين من اقتناء مستلزماتهم بأسعار معقولة، وهذا في إطار التضامن والتآزر الذي تتطلبه هذه المناسبة، مع العلم بأنه حتى رئيس بلدية سيدي الشحمي أكد بأنهم قاموا أول أمس السبت بعقد اجتماع مع رئيس الدائرة للشروع في غضون الأسبوع الجاري في تحديد فضاءات على مستوى بعض الأحياء لتخصيصها كأسواق للرحمة، مع الإشارة إلى أنه حتى البلديات الأخرى على غرار : بطيوة وقديل لا زالت متأخرة في تطبيق هذا القرار الذي وجه بخصوصه والي وهران السيد سعيد سعيود تعليمات صارمة لرؤساء الدوائر والبلديات خلال الدورة الأخيرة للمجلس الشعبي الولائي، وكذا خلال اجتماع الهيئة التنفيذية من أجل الإسراع في فتح أسواق للرحمة لتمكين المواطنين من اقتناء مستلزماتهم بأسعار معقولة .
