اتفق طرفا الصراع في السودان على وقف لإطلاق النار لمدة 24 ساعة اعتبارا من صباح اليوم السبت في جميع أنحاء السودان, لإتاحة وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين والتخفيف من معاناتهم, فيما ساد الهدوء نسبيا في العاصمة الخرطوم مع دخول الهدنة القصيرة حيز التنفيذ.
وقد بدأ سريان وقف إطلاق النار الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي للسودان (الرابعة صباحا بتوقيت غرينتش) في جميع أنحاء السودان على أن يستمر لمدة 24 ساعة.
وذكر الجيش السوداني إنه وافق على الهدنة "مراعاة للجوانب الإنسانية التي يعانيها الشعب جراء العمليات الجارية", مشددا على احتفاظه "بحق التعامل مع أي خروقات قد يرتكبها المتمردون" خلالها, فيما تعهدت قوات الدعم السريع بالالتزام
"التام" باتفاق وفق النار "بما يخدم أغراض الهدنة", حسب ما أفادت به تقارير صحفية.
ويهدف اتفاق الهدنة الجديد إلى التمكين من وصول المساعدات الإنسانية وكسر حالة العنف والمساهمة في تعزيز تدابير الثقة بين الطرفين بما يسمح باستئناف المباحثات بين الطرفين, وفقا لما جاء في بيان للوساطة السعودية-الأمريكية
بخصوص هذه الأزمة التي توشك على إنهاء شهرها الثاني.
ويأتي إعلان الهدنة بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الرياض, حيث أقر نظيره السعودي فيصل بن فرحان بأن مساعي وقف النزاع لم تحقق "نجاحا كاملا", مؤكدا مواصلتها.
وبالموازاة مع ذلك, أخطرت وزارة الخارجية السودانية, أول أمس الخميس, الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش, بأن رئيس بعثة "يونيتامس" فولكر بيرتس "شخص غير مرغوب فيه على أراضيها".
وردا على ذلك, أعلن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن اعتبار الحكومة السودانية موفد المنظمة الدولية شخصا غير مرغوب فيه "يتنافى" ومبادئ الأمم المتحدة و"لا يمكن تطبيقه", لافتا إلى أن صفة الألماني
فولكر بيرتس "لم تتبدل".
وقال دوجاريك إن "صفة بيرتس لم تتبدل حاليا, ويبقى موقف الأمين العام (أنطونيو غوتيريش) كما عبر عنه أمام مجلس الأمن الأسبوع الفائت" في إشارة إلى "الثقة المطلقة" التي عبر عنها غوتيريش مرارا حيال موفده إلى السودان.
وأضاف المتحدث: "يذكر الأمين العام بأن مبدأ الشخص غير المرغوب فيه لا ينطبق على العاملين في الأمم المتحدة وإثارته تتناقض مع التزامات الدول عملا بميثاق الأمم المتحدة".