نشأت المدينة الجديدة في 1845 و كان الهدف من وراء ذلك تجميع كل القبائل الجزائرية ( أو المسلمة في كتابات مذكرات الجنرالات الفرنسيين ) في رقعة جغرافية واحدة بعيدا عن الأحياء الأوربية في المدينة ، أولا و ثانيا قطع صلتها بالأمير عبد القادر ، بمعنى أن المستعمر أراد تثبيت هذه القبائل في مكان محدد لتسهيل مراقبتها ، و تلك كانت فكرة الجنرال بيجو ( حاكم الجزائر أنذاك ) و الذي بعثته فرنسا لسحق مقاومة الأمير عبدالقادر، أماّ منفّذ الفكرةهو الجنرال (لاموغيسياغ . اعتقد المستعمر أن هؤلاء "السكان المتنقلين" يشكلون خطرا على مُعمري وسط المدينة . فشرح نائب مدير الشؤون الداخلية "برتيي دي سوفيني" المكلف بمواجهة مشكل عودة السكان السابقين لوهران للحاكم أنه " ليس بإمكان العرب البقاء، نظرا لكونهم مشتتين في كامل أرجاء المدينة، دون أدنى وجود لنقطة ثابتة، أو أرض للزراعة و دون أي نظام أوتنظيم يضبطهم و الأهم ، أنهم كانوا يعيشون دون أدنى رقابة وعددهم يتزايد على أبواب المدينة.
و قصد احتواء هذه الفئة من "السكان المتنقلين" داخل فضاء محدد، سهل المراقبة إداريا، ويمكن السيطرة عليه عسكريا، فقد أمر "لاموريسيار" قائد مقاطعة وهران والمكلف في الوقت ذاته بنيابة الحكومة العامة، من خلال المرسوم المؤرخ في 20 جانفي 1845 ببناء قرية أهلية بوهران.
و يشير "ب. سمود" بخصوص هذا القرار أنه : "من الممكن الاعتقاد أن الأمر يتعلق بتجهيز تم القيام به لمصلحة الأهالي، غير أنه في الواقع، عملية إيواء تهدف إلى دفع الأهالي المزدحمة بجرف "ڤارڤينطا" إلى الجنوب. فقبل عام تقريبا و في وقت مبكر، كان قد تم تحضير خطة منتظمة للبناء و ذلك بداية سنة 1845، أي مباشرة بعد الانتهاء من إنشاء المدينة الجديدة.