تنظم الجمعية الدينية للطريقة الطيبية بولاية وهران بالتنسيق مع فرقة الثقافة والاتصال لمخبر دراسات الاتصال التابع لجامعة مستغانم يوم الفاتح أوت المقبل يوم دراسي تحت عنوان "المواسم الثقافية الشعبية في الجزائر: الادوار والدلالات الرمزية في راهن تواصلي متحول " ، والتي ستجري فعالياته بقاعة الاجتماعات الأمير عبد القادر بالمسجد القطب عبد الحميد بن باديس بحي جمال الدين ، وهذا الحدث الفكري التاريخي ،الديني والعلمي يأتي بالموازاة مع موسم وعدة سيدي الحسني (موسم الطريقة التهامية الطيبية الجزائرية بزاوية سيدي الحسني) التي يحتضنها مقام الزاوية الولي الصالح الشيخ سيدي الحسني العلمي الحسني الكائنة بحي "ساناناس" وسط مدينة الباهية ، هذه التظاهرة الدينية التي كان يطلق عليها بـ " وعدة وهران" تقام منذ سنوات طويلة تزيد عن القرن ، وهذا تحت الرعاية السامية للمسؤول التنفيذي الأول عن الولاية السيد السعيد سعيود.
وخلال ندوة صحفية نشطها السيد مولاي الحسان شريف الوزاني، رئيس الجمعية الثقافية للطريقة الطيبية، بمقر الزاوية صرح لنا أنهم قرروا إعطاء هذه السنة صبغة جديدة للزيارة حيث ارتأى القائمون على هذه الزاوية أن يعرف موسم هذه السنة نشاطات علمية أكاديمية ضمن يوم دراسي كما سبق وذكرنا، من تنشيط ثلة من الأساتذة والمشايخ القادمين من مختلف ربوع الوطن، مؤكدا :" انتهجنا هذا الأسلوب للتعريف بالطريقة الطيبية والتي يعد الشيخ مولاي عبد الله شريف الوزاني مؤسسها، ليتوارثها الأبناء فالأحفاد ، حتى نتمكن من تبليغ الرسالة المحمدية بالطريقة الروحانية الدينية ممزوجة بالعلم مع ذكر كرونولوجيا الأحداث والمحطات التي مرت بها هذه الطريقة الطيبية التهامية عبر الزمن لتصل الى أكبر عدد من المواطنين ، ونهدف من خلال هذه الأساليب الى التعريف بتاريخ وهران من جهة والترويج للسياحة الدينية التي تزخر بها وهران".
في حين سلط الأستاذ العربي بوعمامة مدير مخبر دراسات الاعلام والاتصال بجامعة مستغانم الضوء على أهمية المواسم الشعبية الثقافية كموروث لامادي يلعب أدوارا هامة في تعزيز الروابط الاجتماعية وترسيخ قيم التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع ، كما تعد مظهرا من مظاهر التنوع الثقافي التي تدفع البعض لارتيادها للتعرف على خصائصها ومميزاتها، مما يضيف لها قيمة سياحية، فهي ظاهرة اجتماعية لها امتدادها التاريخي في الهوية الثقافية للمجتمع الجزائري تأخذ شرعيتها لاعتبارات اجتماعية وثقافية لها قيمها ورمزيتها ودلاتها الاجتماعية التي جعلت المجتمع يتمسك بها ويحافظ عليها باعتبارها تعبر عن أصالته وتنقل جزء من تاريخه .
ويدعو القائمون على زاوية سيدي الحسني كافة المواطنين والمواطنات لحضور الزيارة التي ستنطلق صباح يوم الخميس الموافق لـ 03 أوت المقبل، ومع صلاة العصر تبدأ تلاوة القران الكريم "السلكة" من طرف ما يزيد عن 300 شخص، الى غاية فجر يوم الجمعة ، ليتم ختم القران ومن تم أداء شعيرة صلاة الجمعة وفي اليوم الختامي (05/08/2023) يتم تلبيس الضريح وتلاوة فاتحة ختم الزيارة ، كما يغيب عن هذه الذكرى خلال هذه السنة نشاطين الأول هو التخلي عن المسيرة من ضريح الولي الصالح سيدي الحسني الى ضريح الامام سيدي الهواري ، كما أنه تم الغاء حضور الفرق الفلكلورية "القوارير" عن هذه الطبعة ، حتى لا تخرج الزيارة عن صبغتها الدينية الروحانية البحثة .
للتذكير فان الشيخ الولي الصالح الشيخ سيدي الحسني العلمي الحسني حفيد الشيخ مولاي عبد الله شريف الوزاني نزل بوهران سنة 1800 ليقوم بتأسيس الزاوية بتاريخ 1850 ميلادي / 1266 هجري، وهي تعتبر قطب قراني روحاني عريق يضم مسجدا ومدرسة قرانية تستقطب في الوقت الحالي 80 متمدرس من مختلف إقليم ولاية وهران.