لا تزال تجارة المياه الشروب بواسطة الصهاريج المتنقلة تثير الكثير من التساؤلات خاصة لدى المستهلك، فرغم كل ما يراوده من شكوك حول جودة هذه المياه وما مدى إخضاعها للمراقبة والتحاليل فهو يقتنيها بكميات كبيرة لتغطية احتياجاته اليومية سواء للشرب أو الغسل أو غيرهما، فأسعارها التي هي في متناول الجميع تدفع الكثيرين إلى ملء ما يكفي منها فهي أقل تكلفة بكثير من المياه المعدنية ، كما تعتبر بديلا لا غنى عنه في فترات جفاف الحنفيات. وعن هذا النوع من المياه تؤكد مصادر من مديرية الصحة لولاية وهران أن منها ما يخزّن داخل صهاريج تشكل خطرا على الصحة العمومية ومسرطنة، وبالأخص الصهاريج البلاستيكية البيضاء المغطاة بسياج من الحديد فهي تمثل خطرا حقيقيا على الصحة كونها تستعمل في الأصل في توريد وتخزين ونقل المواد الكميائية ، فاستعمالاتها محصورة فقط على الشركات الصناعية ومنها البترولية. لكن للأسف تضيف مصادرنا من مديرية الصحة كثر استعمالها في تجارة المياه الصالحة للشرب فتُنقل عبر الشاحنات تحت أشعة الشمس طيلة النهار ويُموّن منها المواطن بشكل عادي. وتكمن خطورة هذه الصهاريج البيضاء في احتوائها على مواد كميائية ومعادن ثقيلة مثل الحديد والزئبق تتحلل بفعل اختلاطها بالسوائل كالماء فيصبح ساما وتزيد أشعة الشمس الوضع خطورة على صحة المستهلك. وراسلت مديرية الصحة السلطات الولائية من أجل سحب هذه الصهاريج المسرطنة من الشوارع والأسواق ومنع استعمالها نهائيا في نقل وتخزين مياه الشرب الموجهة للبيع حفاظا على الصحة العمومية ، حيث أظهرت الدراسات أن استهلاك المياه المعبّأة في هذه الصهاريج قد يسبب أمراضا خطيرة مثل السرطان، كما سبق لمنظمة حماية المستهلك وحذّرت من هذا النوع من الصهاريج لتنادا لرأي الخبراء والمختصين في مجال الصحة العمومية. ومن جهة أخرى يوجد من الصهاريج المتنقلة ما هو صحي ومطابق للمعايير المعمول بها لكن المشكل يكمن في رخصة النشاط، فأغلب باعة المياه المتنقلين لا يملكون الترخيص أن السجل التجاري، في حين أن أصحاب المحلات المتخصصة في بيع الماء الصالح للشرب ومعه مواد التنظيف فيحوزون على سجل تجاري ومياههم خاضعة للمراقبة والتحاليل بشكل دوري ، ويُنصح المستهلك باقتناء الماء من المحلات بدل الصهاريج المتنقلة حفاظا على صحته. وتجدر الإشارة أن زيادات سجلت في أسعار هذا النوع من المياه منذ أيام وقدرت الزيادة بحوالي 5 دج أي أن دلو بسعة 5 و10 لتر قفز سعره من 10 دج إلى 15 دج.